تقول المواقع الإخبارية، إن رجلا "ثملا" اعتدى مؤخرا، على لوحة إيفان الرهيب يقتل ابنه التى أبدعها الفنان الروسى إيليا ريبين، فى معرض بموسكو.
وهذه اللوحة تصور حادثة اغتيال القيصر الروسى الكسندر رومانوف الثانى الدموية المعروف باسم "إيفان الرهيب" لابنه، وقد رسمها ريبين فى العام 1881، للتعبير عن رفضه لجميع أشكال العنف وسفك الدماء فى بلاده.
واستوحى ريبين موضوع عمله من الحفل الموسيقى الذى حضره فى ذات يوم للفنان ريمسكى كورساكوف الذى عزف سيمفونيته الشهيرة آنذاك"عنتر"، فاستخدم واحدة من أبرز الأحداث والشخصيات الدموية فى التاريخ الروسى.
واللوحة هنا هى لإيفان الرابع أو "الرهيب" قيصر روسيا منذ 1547-1584 كان إيفان بالرغم من ذكائه وحساسيته ذو شخصية معقدة لما عاناه من ازدراء ومؤامرات النبلاء والبويار حوله، فلقد توفى والديه وهو صغير، وأصبح حاكم روسيا وهو فى 17 من عمره، وكان أول من أطلق على نفسه لقب قيصر فى تاريخ روسيا، اعتمد مركزية السلطة واتسم حكمه بالدموية، حيث نكل بالنبلاء رجالاً ونساءً، فقام بتصفية عائلات بأكملها، كما أنه عامل معارضيه بقسوة، واعتمد فى ذلك أساليب تعذيب وقتل ضد كل من يشتبه بهم فارتكب العديد من المجازر.
ورغم حكمه المستبد، فلا ينكر المؤرخون إنجازاته، حيث توسعت روسيا فى عهده أكثر من أى وقت مضى إثر حروبه الخارجية وضم واستيطان سيبيريا، وجعل من موسكو عاصمةً لعموم روسيا، هدف إلى بناء أمة قوية، فأنشأ مجلس مستشارين للإصلاح، ونظم القوانين التشريعية والضرائب ومنح الأرياف حكماً ذاتياً.
وفى اللوحة يصور ريبين إيفان الرهيب ممسكاً بابنه المضجر بدمائه، بعد أن ضربه بالصولجان حين انفجر غضباً عليه إثر مشادة كلامية بينهما، حيث كان قد ضرب القيصر زوجة ابنه الحامل بقوة ما أدى إلى إجهاضها.
وفى اللوحة نجد الأب ممسكاً بابنه وخليفته حزيناً متألماً، نادماً ومفجوعاً من هول ما فعل، حاول القيصر إنقاذ ابنه، لكن من دون جدوى، وقد كان لهذه الحادثة بالغ الأثر على إيفان فاعتكف فى الكنيسة حيناً وزادت وحشيته وقمعه أحياناً كثيرة، وبعد هذه الحادثة بعامين أصيب بمرض غريب جعل جسمه يتور ومات سنة 1584، بعد أن حكم لأكثر من ثلاثة عقود.