ابن عطاء الله السكندرى، اسمه أحمد بن محمد بن عبدالكريم، ويلقب بـ«تاج الدين» توفى فى سنة 709 هجرية وهو عالم ومتصوِّف شاذلى، كان معروفا بكونه فقيها مالكيا شهيرا وفى الوقت نفسه كان المتحدث باسم الصوفية فى عصره، كما المشهور عنه مناظرته مع الإمام ابن تيمية التى يوردها البعض فى إيضاح أدب الاختلاف قديما بين العلماء.
قال عنه الصفدى فى كتابه الوافى بالوفيات «كان ابن عطاء السكندرى رجلا صالحا يتكلم على كرسى فى الجامع بكلام حسن، وله ذوق ومعرفة بكلام الصوفية وآثار السلف، وله عبارة عذبة لها وقع فى القلوب، وكانت له مشاركة فى الفضائل، وكان من كبار القائمين على الشيخ تقى الدين ابن تيمية، وكانت له جلالة».
مُرادى منك نسيانُ المراد
إذا رُمْتَ السبيلَ إلى الرَّشادِ
وأنْ تَدَعَ الوجود فلا تَراهُ
وتُصبح مالكاً حَبْلَ اعتمادِ
إلى كم غفلةٍ عنّى وإني
على حِفظِ الرعاية والودادِ
وَوُدّى فيك لو تدرى قديمٌ
ويوم السبت يشهد بانفرادى
وهل ربُّ سواى فتَرْتَجيه
غداً يُنجيك من كربٍ شداد
فوصف العَجز عمّ الكون طُرّاً
فمفتقرٍ بمفتقر يُنادى
وبى قد قامت الأكوانُ طُرّاً
وأظهرتُ المظاهرَ مِنْ مُرداى
أفى دارى وفى ملكى وفُلْكى
تُوجّه للسِّوى وَجْهَ اعتماد
وها خِلَعى عليكَ فلا تُزلْها
وصن وجه الرجاء عن العباد
ووصفَك فالزَمَنْهُ وكن ذليلاً
تر منّى المنى طَوْع القياد
وكن عبداً لنا والعبد يرضى
بما تَقْصى الموالى من مُراد