حكاية مسجد.. جامع الظاهر بيبرس شاهد على مذابح الإحتلال البريطانى

من منشآت السلطان الظاهر بيبرس الدينية المهمة جامعه المعروف باسمه، والذى يصفه المقريزى فيقول "هذا الجامع خارج القاهرة وكان موضعه ميدانا فأنشأ الظاهر بيبرس البندقدارى جامعًا، بين عامى ‏665‏ ـ‏667‏ ه، ليكون تحفة معمارية شاهدة على روعة البناء فى العصر المملوكى، ويعتبر مسجد الظاهر بيبرس ثانى أكبر مساجد مصر بعد أحمد بن طولون، وأنشئ على مساحة ثلاثة أفدنة تقريباً. ظلت الشعائر الدينية مقامة بهذا الجامع العظيم ولم تعطل إلا منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادى، وذلك لاتساع رقعته وعجز الدولة عن الصرف عليه، وكان من نتائج ذلك أن ساءت حالة الجامع وتخرب، فحوله العثمانيون إلى مخزن للمهمات الحربية كخيام والسروج وغيرها، وفى عهد الحملة الفرنسية تحول الجامع إلى قلعة وثكنات للجند وعرف الجامع فى ذلك الوقت باسم قلعة سيكوفسكى، وفى عصر محمد على تحول الجامع إلى معسكر لطائفة ومخبز للجراية، ثم استعمل بعد ذلك مصنعًا للصابون. وفى سنة 1812 نقلت اعمدة الجامع الرخامية وكذلك بعض أحجاره لبناء رواق الشراقوة بالجامع الأزهر، وذلك بناء على رغبة الشيخ الشرقاوى، كما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، كما يقال إن بعض أعمدة الجامع استعملت فى بناء قصر النيل، ومنذ سنة 1882م اتخذه جيش الاحتلال البريطانى مخبزًا ثم مذبحًا، وقد عرف ولا يزال "مذبح الإنجليز"، وإن كان الذبح قد اوقف منذ عام 1915م. وفى عام 1918 تسلمت لجنة حفظ الآثار العربية الجامع فأصلحت بعض أجزائه ورممتها وخاصة الجزء المحيط بالمحراب وجعلت منه مصلى، أما باقى الجامع فقد حولته مصلحة التنظيم إلى منتزه، وفى عام 1970 بدأت مصلحة الآثار تهتم بإعادة بناء الجامع وإرجاعه إلى حالته الأولى. وبرغم ما عانه جامع بيبرس من إهمال وسوء استخدام كما سبق الذكر، فإنه ما يزال يسترعى إعجاب الناظرين بجمال عمارته وفخامة مبانيه التى تظهر لأول وهلة فى مدخله التذكارية ونقوشه الجصية. يتكون الجامع من مربع يبلغ طول ضلعه 100 متر ويحيط به سور من الحجر يبلغ ارتفاعه 11 متر ويعلو السور شرفات يبلغ ارتفاعها متر ونصف المتر، ما يزال جزء منها باقيا فى الضلع الجنوبى من المسجد، وقويت أركان الجامع من الخارج بأربعة أبراج اثنان مربعان على طرفى الضلع الشرقى والآخران مستطيلان، والأبراج مصمتة ماعدا ذلك الذى يشغل الركن الجنوبى الغربى فهو مجوف إذ يشغله درج يؤدى إلى سطح الجامع، وقد فتحت فى البرج الأخير أربع نوافذ صغيرة فى الجهة للغربية واثنتان فى الجهة الجنوبية واثنتان فى الضلع الشرقى وكذلك قوى السور الخارجى بدعائم. يحتوى المسجد على ثلاثة مداخل تذكارية بارزة عن السور الخارجى، المدخل الرئيسى منها يتوسط الضلع الغربى، أما المدخل الشمالى والجنوبى فيتوسطان صحن الجامع فقط. وكما يقول كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، يعتبر المدخل الرئيسى تحفة معمارية رائعة إذ يبلغ اتساعة 12 مترًا تقريبًا ، ويتوسط المدخل باب معقود يبلغ سعة عقده 3.95 مترًا ومزخرف بصنجات مفصصة، وكان يتركز على عمودين من الرخام فقدا الآن، وعلى جانبى هذا الباب من أسفل يوجد حنيتان مستطيلتان يعلوهما صفان من الدلايات وبداخلهما تجويفان يعلوهما عقد مفصص.








الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;