الدولة البيزنطية، واحدة من أطول الإمبراطوريات حكما فى التاريخ، ومن أقواها على مدار الزمن، إذ استمر حكمها أكثر من ألف عام، واتسعت مساحتها لمناطق واسعة من العالم.
وتحل اليوم ذكرى سقوط "القسطنطينية" على يد العثمانيين بقيادة السلطان محمد الفاتح، إذ سقطت فى 29 مايو من عام 1453م، ليكون انتهاء الإمبراطورية البيزنطية، وتكون بداية نهاية العصور الوسطى فى القارة الأوربية، الذى استمر منذ القرن الرابع وحتى 1453، خلال الجزء الأكبر من وجودها، كانت واحدة من أقوى القوى الاقتصادية والثقافية والعسكرية فى أوروبا.
وكانت سقوط تلك الدولة العظيمة، نتيجة الحروب الأهلية المتعاقبة فى القرن الرابع عشر، ما أدى إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية فى الحروب البيزنطية العثمانية، والتى بلغت ذروتها فى الاستيلاء على الأراضى المتبقية من قبل الدولة العثمانية فى القرن الخامس عشر.. لكن ما سبب وراء تلك الحروب وكيف أثرت على انهيار الدولة.
بحسب كتاب "معجم المعارك التاريخية" لنجاة سليم محاسيس، إنه فى عام 1347، كان قد انتشر مرض الطاعون فى البلاد ولم يكافح من قبل الدولة رغم مطالبة الأهالى وكانت النتيجة قمع الأهليين بأمر من الإمبراطور البيزنطى يوحنا الخامس، مما أدى إلى وقوع معارك دامية بين قوات الدولة البيزنطية والأهليين أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من الطرفين، مما زاد من انتشار الوباء فى الإمبرطورية كلها وأدى إلى موت الكثير.
المؤرخ دونالد كواترت، أكد فى كتابه "الدولة العثمانية: 1700-1922"، على أن أغلب المورخون زعموا أن وطأة الوباء على المدن كانت أشد من وطأته على الأرياف، ولذلك لم يتأثر العثمانيون بالقدر الذى تأثر به أعداؤهم الذين كانوا يعيشون عموما فى المدن، إلا أن هناك أقاويل مرجحة أيضا بأن الصدف وحدها هى من وفرت المناخ والظروف الملائمة للسيطرة على الدولة.
فيما يذكر كتاب "تاريخ أوربا فى العصور الوسطى" للكاتبين محمد حمزة، عبد المجيد حسين، أن مما زاد سوء فى الأحوال الداخلية للدولة البيزنطية فى نهايتها هو وقوع بعض الزلازل، ونتشار الأوبئة خاصة الطاعون الذى انتشر فى الجزء الشرقى من الإمبرطورية وجزء من الجانب الغربى وامتد إلى العاصمة، وقد أدى ذلك كله إلى هجرة السكان وإهمال الزراعة فانتشر المجاعة.