إنه إبراهيم بن عبدالعزيز أبوالمجد الدسوقى، ينتهى نسبه إلى الإمام على بن أبى طالب، وكان مولده بمدينة دسوق فى مصر سنة 653 هـ، تفقه فى الدين خاصة على مذهب الإمام الشافعى.
وتبحّر الدسوقى فى علوم الصوفية، وأخذ الطريقة عن عدد من الشيوخ، فكان يعلّم الناس الفقه والتصوف معًا، وكان زاهدًا عابدًا، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، سطع نجمه، وانتشرت طريقته، حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، ولما سمع السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى بعلم الدسوقى وتفقهه وكثرة أتباعه، والتفاف الكثيرين حوله، أصدر قرارًا بتعيينه شيخًا للإسلام، فقبل المنصب وقام بمهمته، وكان يهب راتبه من هذه الوظيفة لفقراء المسلمين، وظل الدسوقى يشغل منصب شيخ الإسلام حتى توفى السلطان بيبرس، ثم اعتذر عنه ليتفرغ لتلاميذه ومريديه.
سقانى محبوبى بكأس المحبة
فتهت عن العشاق سكرا بخلوتي
ولاح لنا نور الجلالة لو أضا
لصم الجبال الراسيات لدكت
وكنت أنا الساقى لمن كان حاضرا
أطوف عليهم كرة بعد كرة
ونادمنى سراً بسر وحكمة إن
رسول الله شيخى وقدوتي
وعاهدنى عهداً حفظت لعهده
وعشت وثيقاً صادقاً بمحبتي
وحكمى فى سائر الأرض
وفى الجن والأشباح والمردية
وفى أرض صين الصين والشرق
كلها لأقصى بلاد الله صحت ولايتي
أنا الحرف لا أقرأ لكل مناظر
وكل الورى من أمر ربى رعيتي
وكم عالم قد جاءنا وهو منكر
فصار بفضل الله من أهل خرقتي
وما قلت هذا القول فخراً وإنما
أتى الإذن كى لا يجهلون طريقتى