اسمه على بن حميد بن إسماعيل بن يوسف، الشيخ أبو الحسن ابن الصباغ القوصى، شيخ التصوف المصرى فى القرن السابع الهجرى، كما يرى الكثيرون الذى توفى سنة 612 هجرية.
فى كتاب «موسوعة أعلام المجددين فى الإسلام يقول سامح كريم عن ابن الصباغ «الصباغة هى مهنة أبيه التى اشتهر بها والده بين بلدان الصعيد، ومن العجيب أن أبا الحسن وهو الابن الأكبر، الذى كان يفترض أن يرث هذه المهنة عن والده، كان لا يقبل عليها، وإذا كان يصاحب والده فى الذهاب إلى المصبغة فإنما ذلك امتثالا لطاعة والده، أما عنه فقد كان يتحين الفرصة للهروب منها إلى حلقات الوعظ والدرس التى كان يقيمها رجال التصوف وعلماء الدين فى مدينة «قوص».
بقائى فناء فى بقائى مع الهوى
فيا ويح قلب فى فناء بقائه
وجودى فناء فى فنائى فإننى
مع الأنس يأتينى هنياً بلاؤه
فيا من دعا المحبوب سراً فسره
أتاك المنى يوماً أتاك فناؤه
تسرمد وقتى فيك فهو مسرمد
وأفنيتنى عنى، فعدت مجردا
وكلى بكل الكل وصل محقق
حقائق حق، فى دوام تخلدا
تفرد أمرى فانفردت بغربتى
فصرت قريباً فى البرية أوحدا
غضبت إذ زعم الخيال بأنه
إذ زار، صادف جفنى عين مغمضاً؟
لا تغضبى، انزار طيفك فى الكرى
ما كان إلا مثل شخصك معرضاً
وافى كلمح البرق صادف نوره
غسق الدجنة، ثم للحال انقضى
فكأنه ما جاء إلا زائراً
للقلب، يذكر من وصالك ما مضى
وحياة حبك! لم أنم عن سلوة
بل كان ذلك للخيال تعرضا!
يا ضرة القمرين من كنف الحمى
وربيبة العلمين من وادى الغض