أوراق ماركسية روسية فى الألفية الجديدة، كتاب صدر عن دار روافد للنشر، فى القاهرة، بمناسبة مرور 100 عام على الثورة الروسية 1917، ويتناول فيه الكاتب طبيعة النظام السوفيتى، والبروليتاريا والبلاشفة بعد ثورة أكتوبر، ونقل الكتاب إلى اللغة العربية المترجم الدكتور هانى شادى.
أسئلة كثيرة تطرح اليوم فى روسيا بعد مرور مئة عام على الثورة البلشفية. ومن هذه الأسئلة، هل كانت الماركسية نظرية خادعة وتعاليم كاذبة؟ وهل استولت، حقًا، حفنة صغيرة من المتطرفين والمغامرين على السلطة فى روسيا فى أكتوبر 1917 وفرضت عليها الاشتراكية؟ وماذا يحدث فى روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتى فى نهاية 1991؟ وهل الانتقال من "الاشتراكية السوفيتية" إلى الرأسمالية يعتبر تقدمًا إلى الأمام؟ ولماذا حدث انهيار "الاشتراكية السوفيتية" فى 1991 بالذات، وليس فى 1937 فى ظل حكم ستالين أو فى 1953 بعد موت ستالين؟ وهل لدى روسيا طريقها الخاص فى التطور الذى يختلف عن تطور الآخرين، أم أنه يتعين عليها اقتفاء أثر الدول الأكثر تطورًا اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا؟ ولماذا ظهر الاتحاد السوفيتى واستمر لأكثر من 70 عامًا، ثم انهار وأصبح من الماضي؟ وهل كان الاتحاد السوفيتى "الجنة" المفقودة للاشتراكية أم كان كابوسًا من الشمولية؟ وما هى أسباب تفكك وانهيار هذه الدولة، التى كانت قوية وجبارة وإحدى الدولتين العظميين؟
ولكن مجرد طرح الأسئلة المشار إليها أعلاه ومجرد محاولة الإجابة عنها كانت محظورة تمامًا فى العهد السوفيتى بعد استيلاء ستالين على السلطة. لذا بدأ الباحثون الماركسيون والشيوعيون الجادون فى روسيا المعاصرة التطرق إلى هذه الأسئلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى عمليًا. ويجمع بين هذه الدراسات أنها تنتمى إلى ما يسمى بـ"تيار الماركسية الناقدة "، الذى ظهر بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وأخذ فى التبلور من خلال أعماله ومؤلفاته فى العشرين عامًا الأخيرة. ويقدم هذا التيار نقدًا للتجربة السوفيتية، وبالطبع لما يجرى فى روسيا المعاصرة أيضًا، انطلاقًا من منظور الماركسية العلمية."