عجزت النسخة الأولى من كأس العالم فى أوروبا عن التحرر من المناخ السياسى والاجتماعى العجيب الذى كان يحيط بالقارة العجوز إذ ضغط نظام بنيتو موسولينى الاستبدادى على "فيفا" من أجل أن تنظم إيطاليا البطولة، فى عام 1934، واستخدم بعد ذلك طرقا ملتوية حتى يتعثر منتخب إيطاليا فى طريقه نحو لقب المونديال.
ولقد خدم تتويج إيطاليا باللقب القضية الفاشية التى كانت تعلى من شأن القومية فحسب، فلاعبو المنتخب صاحب الضيافة تلقوا تهديدات بالقتل إن هم لم يتوجوا باللقب، بل إنهم أجبروا على الانضمام الحزب القومى الفاشى، وكان هناك إلى جانب كأس "جول ريميه" لقب إضافى للمنتخب الفائز وهو كأس الدوتشى، وهو لقب مشتق من كلمة "دوكس" اللاتينية وهى قريبة من كلمة "دوق" وقد أطلقت على الديكتاتور الإيطالى بنيتو موسولينى.
ويشير الكاتب لوثيانو بيرنيكى فى كتابه "أغرب الحكايات فى تاريخ المونديال"، الصادر عن دار مسعى وتنمية، إلى أن هذا الضغط من اللاعبين وحدهم، فكتب تاريخ كرة القدم المنشورة فى أمريكا الجنوبية تحدثت عن التحيات النازية والفاشية التى أداها منتخبا ألمانيا وإيطاليا أثناء عزف نشيد البلدين الوطنى قبل المباراة.
والحق أن جميع الفرق نفذت "التحية الرومانية" التى تتمثل فى مد الذراع باتجاه الأمام وهى مستقيمة مع ميل إلى الأمام، وكانت تعتبر فى تلك الفترة إشارة مميزة عند كل من أدولف هتلر وموسولينى.