بيعة الرضوان أو بيعة الشجرة، واحدة من أهم أحداث التاريخ الإسلامى الجلل، فقد بايع المؤمنون والمؤمنات النبى الكريم (ص)، على محاربة قريش، فكانت لهم تخليدا فى القرآن الكريم وعتقا من النار، وحضر البيعة حينها نحو أكثر من ألف من الصحابة والصحابيات.
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة "صحابيات حول النبى"، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشخصية هذا اليوم الربيع بنت معوذ.
وبحسب كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، فإن الربيع كانت ضمن المؤمنات اللواتى بايعن النبى يوم بيعة الرضوان، وكانت ممن عاهدن الله ورسوله على الموت فى سبيله، والتى قال فيهم المولى تعالى "لَقَدْ رَضِى اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" (الآية 18 سورة الفتح)، ويقول تعالى أيضا: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) (سورة الفتح)، فوجبت لها كلمة الله جلت كلمته.
وقال أبو عمر: غزت مع رسول الله (ص)، وقال ابن سعد: روت عن النبى (ص).
ويتجلى لنا ما كان للربيع من منزلة عند رسول الله (ص)، فيما رواه البخارى والترمذى وغيرهما حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ البَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ غَدَاةَ بُنِيَ بِي، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي، كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِدُفُوفِهِنَّ، وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ، إِلَى أَنْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْكُتِي عَنْ هَذِهِ، وَقُولِي الَّتِي كُنْتِ تَقُولِينَ قَبْلَهَا». هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".
وتتجلى منزلة الرسول عندها فيما أخرجه ابن منده عن أبى عبيدة بن محمد قال: قلت للربيع بنت معوذ: صفى لى رسول الله، فقالت"يابنى لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.
وكان لها دورا فى المعارك فيما أخرجه البخارى والنسائى وأبو مسلم عن الربيع بنت معوذ قالت: كنا نغزو مع رسول الله، ونسقى القوم، ونخدمهم، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة"، وفى رواية البخارى: نسقى الماء ونداوى الجرحى".