هل كان ميخائيل جورباتشوف، السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفييتى الأسبق، جزءا من محاولة انقلاب أغسطس الفاشلة؟ هذا السؤال يجيب عليه بول أرون فى كتاب ألغاز تاريخية محيرة والذى ننشره فى سلسلة سلى صيامك مع الألغاز فى رمضان.
حمام البخار هو النظير الروسى لغرف أمريكا الأسطورية كثيفة الدخان، وهو المكان، الذى يعقد فيه الساسة صفقاتهم السرية؛ لذا لم يبد غريبا، فى 17 أغسطس 1991 أن يجتمع بعض من أقوى الشخصيات نفوذا فى الاتحاد السوفيتى لأخذ حمام فى مبنى جهاز الاستخبارات السوفييتى الفاخر بموسكو.
كان الحاضرون هم رئيس الوزراء فالنتين بافلوف، ووزير الدفاع دميترى يازوف، وسكرتير اللجنة المركزية لشئون الدفاع أوليج باكلانوف، وسكرتير اللجنة المركزية لشئون الأفراد بالحزب الشيوعى أوليج شينين، ورئيس الأركان فاليرى بولدين. وكان مضيفهم، بحسب شهادة الستة جميعا فيما بعد، هو رئيسجهاز الاستخبارات السوفييتية فلاديمير كريوتشكوف.
كان من المستحيل رؤية زعيمهم الرئيس السوفييتى ميخائيل جورباتشوف وسط البخار؛ فقد كان فى إجازة مع أسرته فى شبه جزيرة القرم. وسمع لأول مرة عن الاجتماع فى اليوم التالى له، حين وصل باكلانوف وبولدين إلى المنزل الذى يقضى به إجازاته والمعروف باسم فوروس. وكان برفقتهما الجنرال فالنتين فارنيكوف، قائد القوات البرية السوفييتية، والجنرال يورى بليخانوف من جهاز الاستخبارات السوفييتية.
كان جورباتشوف، حسبما روى القصة فيما بعد، عاكفا على كتابة المسودة النهائية لإحدى الخطب حين أخبره مدير الأمن أن لديه ضيوفا. كان ذلك مثيرا للقلق؛ إذ لم يكن الناس يعرجون على منزل الرئيس السوفييتى هكذا دون سابق إنذار. وكان أول رد فعل لجورباتشوف أن حاول الاتصال بكريوتشكوف لمعرفة ما يحدث، ليكتشف أن خط الهاتف معطل، وكذلك خطوطه الأربعة الأخرى.
عند هذه النقطة، دخل الوفد القادم من حمام البخار الغرفة. وقام باكلانوف بإبلاغ جورباتشوف أنهم يمثلون "لجنة الدولة المعنية بحالات الطوارئ". فأجاب جورباتشوف بأنه لم يصرح بإنشاء لجنة كهذه مطلقا. فقال باكلانوف لجورباتشوف بأن عليه التوقيع على مرسوم يعلن فيه حالة الطوارئ أو ينقل صلاحياته إلى نائب الرئيس جينادى ياناييف. فرفض جورباتشوف.
ووصف الموقف فيما بعد قائلا: أخبرتهم إلى أين يذهبون مستخدما اللغة الأكثر حدة التى دائما ما يستخدمها الروس فى مثل هذه الظروف.
على مدار الأيام الثلاثة التالية انقطع جورباتشوف عن العالم الخارجى، غير قادر على إجراء أو استقبال أية مكالمات وكان محاصرا بطوق مزدوج من الحراس. واستطاع أن يشاهد على شاشة التلفزيون المؤتمر الصحفى الذى عقد فى اليوم التالى فى موسكو، والذى أعلن خلاله أعضاء لجنة الطوارئ أنه، نظرا لمرض الرئيس، يتولى نائب الرئيس ياناييف مهامه.
وبالاستماع إلى محطة بى بى سى وإذاعة صوت أمريكا على راديو ترانزستور، استطاع جورباتشوف متابعة بعض الأحداث الخطيرة التى أعقبت ذلك. واستنكر الرئيس الروسى بوريس يلتسين الاستيلاء على الحكم بوصفه انقلابا غير شرعى ونادى بالمقاومة الشعبية. فأعلنت اللجنة الأحكام العرفية وأمرت بنزول أعداد كبيرة من الدبابات وحاملات الأفراد المدرعة إلى موسكو.
ومع انتصاف الفترة الصباحية ليوم ١٩ أغسطس، حوصرمبنى الحكومة الروسية المعروف بالبيت الأبيض بكل من القوات السوفييتية، وعشرات الآلاف من المواطنين الروس. وشكل البعض سلاسل بشرية لمنع الدبابات من التقدم للأمام. وفى الظهيرة، اعتلى يلتسين إحدى الدبابات فى مشهد مثير ليعلن ولاءه للحكومة الروسية المنتخبة، وليس للجنة الطوارئ.
ومع نهاية اليوم، بات واضحا أن الجنود غير مستعدين لإطلاق النار على المواطنين الروس. وبعد يومين انسحبت القوات، وعاد جورباتشوف إلى موسكو، وتم القبض على قادة الانقلاب. وانشرحت صدور الديمقراطيين: فمع نهاية العام، تفكك الاتحاد السوفييتى، وتنحى جورباتشوف على مضض، وخلفه بوريس يلتسين - أول رئيس منتخب ديمقراطيا - بوصفه أقوى شخصية فى البلاد.
لاقت هذه القصة المباشرة - إلى حد ما - لانقلاب أغسطس ١٩٩١، والتى تصور جورباتشوف كضحية ملحمية ويلتسين كبطل ديمقراطى، قبولا لدى معظم الزعماء، والصحفيين، والمؤرخين الغربيين، بل إن جورباتشوف نفسه أعاد سرد القصة فى العديد من اللقاءات وفى كتابين. غير أن الشعب الروسى، حتى عندما احتفل بسقوط الانقلاب، كان أكثر تشككا بكثير. فقد كان لديه الكثير من الأسئلة عن الأدوار التى لعبها كل واحد من أبطال القصة، ولا تزال هذه الأسئلة تؤرق جورباتشوف ويلتسين.
كان من بين أول من تحدوا رؤية جورباتشوف للانقلاب أعضاء لجنة الطوارئ، وهو الأمر غير المستغرب.
ولكن لم يكن جميعهم فى موضع يؤهلهم لهذا التحدى. فقد أقدم اثنان منهم على الانتحار — هما وزير الشئون الداخلية بوريس بوجو، والمستشار العسكرى لجورباتشوف مارشال أكروميف - قبل القبض عليهما. واثنان آخران - هما بافلوف وياناييف — كانا فى حالة سكر شديد لدرجة أعجزتهما عن قول أى شيء منطقى فى البداية.
وما إن أفاقا، حتى انضما إلى شركائهما المتآمرين فى الإصرار على أنهم قد حصلوا على الإذن بفرضحالة الطوارئ من جورباتشوف نفسه. وبحسب أعضاء لجنة الطوارئ، فقد توجهوا إلى شبه جزيرة القرم لإبلاغ جورباتشوف بأن كل شيء جاهز. بعد ذلك، ولدهشتهما، تراجع مدعيا أنه مريض.
وكما أخبر بافلوف المدعين الروس: قرر جورباتشوف أن يلعب لعبة لا يمكن أن يخسر فيها. فإذا ظل هناك (فى فوروس) وأفلحت حالة الطوارئ، كان سيأتى إلى موسكو فيما بعد، بعد أن يتعافى من مرضه ويتولى المسئولية. وإذا لم تفلح، كان بإمكانه أن يأتى ويعتقل الجميع، ويعود لتولى المسئولية مرة أخرى بصفته رئيسا.
اعتمدت حجة أعضاء اللجنة على إثبات أن الرئيس لم يمنع من الاتصال بالعالم الخارجى فى فوروس، على عكس ادعائه. وقد ساعدهم فى ذلك وجود بعض البلبلة بشأن التوقيت؛ فقد قال أحد المصادر إن خطوط الهاتف قد قطعت فى الساعة ٤:٣٢ مساء فى يوم ١٨ أغسطس، بينما قال آخر إن وقت حدوث ذلك كان الساعة ٥:٥٠ مساء. وتذكر أحد حلفاء جورباتشوف المقربين فيما بعد أنه قد تحدث إلى الرئيس فى الساعة السادسة مساء فى ذلك اليوم؛ أى بعد قطع الخطوط كما يفترض.
بالطبع كان لدى جميع المتآمرين سبب مقنع لإلقاء مسئولية الانقلاب على جورباتشوف؛ فلو أنهم استطاعوا إقناع الناس بأنهم كانوا فقط يتبعون أوامر الرئيس، لصار من الصعب اتهامهم باغتصاب السلطة منه. غير أن الكثير من الروس وجدوا فى نسختهم من القصة نفس القدر من المصداقية التى توفرها نسخة جورباتشوف.
من أسباب ذلك أن المتآمرين كانوا جميعا رفاقا مقربين للرئيس، بل إنه قام بتعيينهم وترقيتهم، على الرغم من حقيقة أنهم كانوا جميعا يكنون عداء واضحا نحو سياسات البيروسترويكا والجلاسنوست. وكثيرا ما كان كريوتشكوف ينفذ ما يؤمر به فى العلن؛ فكان يتحدث عن إنشاء مؤسسة أكثر انفتاحا (بل إنه قد دعم مسابقة للجمال كانت الفائزة بها تنال لقب "ملكة جمال الاستخبارات السوفييتية" ولكنه فى السر لم يكن يخفى اعتقاده بأن إصلاحات جورباتشوف قد جاوزت الحد بشكل بالغ.
كان جورباتشوف يتلقى الكثير من التحذيرات من أن وزراءه لا يمكن أن يكونوا مصدر ثقة. ففى ديسمبر ١٩٩٠، قدم وزير الخارجية إدوارد شيفردنادزه، الليبرالى البارز فى حكومة جورباتشوف، استقالته على نحو مؤثر بسبب النفوذ المتزايد للقوى الرجعية فى الحكومة؛ إذ قال: فلتعتبر احتجاجى — إن شئت — إسهاما منى فى مواجهة بدء العصر الديكتاتورى.
وفى يونيو، تلقى السفير الأمريكى جاك ماتلوك تحذيرا أكثر تحديدا من عمدة موسكو جافرييل بوبوف، وهو أحد الديمقراطيين البارزين. فقد أشار بوبوف لماتلوك إلى أن الغرفة مكتظة بعملاء المخابرات السوفييتية وأنهما لا يستطيعان التحدث بحرية. بعد ذلك سلم العمدة السفير رسالة صغيرة تقول: هناك انقلاب يرتب له لإبعاد جورباتشوف عن الحكم.
وعلى نفس الورقة تساءل ماتلوك عمن وراءه. فكتب بوبوف أسماء بافلوف، وكريوتشكوف ويازوف، وأناتولى لوكيانوف، المتحدث باسم مجلس السوفييت الأعلى، وجميعهم تورطوا فى الانقلاب الذى وقع بعد ذلك بشهرين. بعدها نقل ماتلوك التحذير إلى جورباتشوف. ولأن ماتلوك لم يكن يملك أى شيء سوى ما أدلى به له بوبوف كى يعتمد عليه، لم يذكر أسماء أى من المتآمرين، وهو ربما ما أسهم فى التقليل من تأثير تحذيره. غير أن رد فعل جورباتشوف كان فاترا بشكل مزعج (ومثير للريبة فى عقول البعض)؛ فقد اكتفى بتوجيه الشكر للسفير لاهتمامه وأخبره بألا يقلق بشأن ذلك.
حتى فى العلن، لم يكن المتشددون يحاولون دوما إخفاء معارضتهم الشديدة لإصلاحات جورباتشوف. وكان بافلوفصريحا بشكل خاصفى انتقاده لمعاهدة جديدة كان جورباتشوف يتفاوض بشأنها مع زعماء الجمهوريات السوفييتية، والتى كان من شأنها تقليص نفوذ الحكومة المركزية بشكل حاد. وقال العديد من المتآمرين فيما بعد إنهم كانوا يعملون من أجل تلافى توقيع المعاهدة والذى كان قد تقرر له يوم ٢٠ أغسطس.
كيف أمكن لسياسى بدهاء جورباتشوف تجاهل مثل هذه العلامات التحذيرية الواضحة؟ كانت إجابة بافلوف على هذا السؤال منطقية بالنسبة إلى أولئك الذين تعاطفوا مع المتشددين فى اللجنة؛ لا بد أن جورباتشوف نفسه كان وراء الانقلاب. ربما يكون قد تراجع فى اللحظة الأخيرة، أو ربما أراد أن يدع أعضاء اللجنة يقومون بفعلتهم القذرة. ولكن سواء أشارك بشكل فعال فى التخطيط أم شجع المتآمرين فحسب، فإنه لم يكن ضحيتهم البريء.
كان تفسير التعديليين للانقلاب قاسيا على يلتسين أيضا. ففى خطاب منشور إلى الرئيس الروسى، اتهمه كريوتشكوف بالتخطيط لمسرحية الدفاع البطولى عن البيت الأبيض لتعزيز سمعته. وأنكر كريوتشكوف قيامه بإصدار أمر بشن هجوم على البيت الأبيض. وكتب إلى جانب ذلك أن يلتسين كان على دراية تامة بذلك؛ إذ كان رئيس جهاز الاستخبارات السوفييتية قد استدعاه شخصيا ليخبره بالأمر.
ومثل الهجمات التى شنت على جورباتشوف، كان وراء انتقاد يلتسين مصالح شخصية إلى حد كبير. فربما كان أعضاء اللجنة يشعرون بالحرج من تصوير أنفسهم كبلهاء وقعوا ضحية مناورات وألاعيب جورباتشوف ومسرحيات يلتسين. ولكن هذه الصورة، على الصعيد السياسى والقانونى، كانت أفضل بكثير من النظرة التقليدية لهم كجوعى للسلطة، ومتعطشين للدماء، وممثلين للرجعية الستالينية الجديدة.
جلبت المحاكمة الجنائية للمتآمرين المزعومين مزيدا من الإحباط لمؤيدى جورباتشوف ويلتسين.
فى البداية، اتهم المدعون قادة الانقلاب بخيانة الاتحاد السوفييتى. ولكن مع نهاية عام ١٩٩١ ، تفكك الاتحاد السوفييتى إلى دول مستقلة. ودفع ممثلو الدفاع بعدم وجود أساس قانونى لاتهام موكليهم بخيانة دولة لم يعد لها وجود.
فى النهاية، استقر المدعون على تهم التآمر، إلا أن المحاكمة تأجلت مرارا وتكرارا بسبب ظهور حجج قانونية إضافية ومرضالكثير من المدعى عليهم. وأخيرا، وفى ديسمبر ١٩٩٣ ، أصدر البرلمان الروسى الجديد — الذى كان يهيمن عليه فى ذلك الوقت ائتلاف مناهض ليلتسين من القوميين والشيوعيين السابقين — عفوا عن جميع المدعى عليهم.
من بين المدعى عليهم الخمسة عشر، رفض واحد فقط العفو. فلعدم رغبته فى الاعتراف بارتكابه أية جريمة تستوجب العفو عنه، طالب الجنرال فارنيكوف بمحاكمة.
كذلك كان فارنيكوف بلا شك على دراية بأن المجلس العسكرى للمحكمة الروسية العليا — شأنه شأن البرلمان المنتخب حديثا — يكتظ بأعداء كل من جورباتشوف ويلتسين.
جرت المحاكمة فى أغسطس ١٩٩٤ . واعتلى جورباتشوف منصة الشهود غاضبا، منْكرا أية صلة له بالانقلاب. وتجاهلت المحكمة شهادته وبرأت فارنيكوف.
استنكر جورباتشوف وأنصاره الحكم، مقارنين إياه بمحاكمات ستالين الصورية التى جرت فى الثلاثينيات. وكان للاتهام قدر كبير من الاستحقاق؛ فقد كان كل من البرلمان الجديد والمحكمة انعكاسا للتغير الشديد الذى طرأ على السياسة الروسية منذ نشوة ما بعد الانقلاب. فقد دفع الاقتصاد الكارثى والاضطراب السياسى بين صفوف الديمقراطيين إلى السلطة مجموعة من القوميين المتطرفين ومؤيدى الشيوعيين، الذين كانوا يشتركون فى أمور كثيرة مع أعضاء لجنة الطوارئ أكثر من يلتسين أو جورباتشوف.
وبحلول منتصف التسعينيات، احتفى بالمشاركين فى الانقلاب كأبطال فى دوائر المحافظين؛ بل إن اثنين من أعضاء اللجنة كانا من ضمن نواب البرلمان الجديد. وصار البيت الأبيض، الذى كان يوما ما رمزا لمقاومة يلتسين للانقلاب، تحت سيطرة أعدائه.
وظل يلتسين رئيسا حتى نهاية العقد، ولكن مع اضمحلال شديد لنفوذه وسمعته. أما جورباتشوف، فقد واصل الدفاع عن موقفه، رغم أنه لم يكن أحد فى روسيا ينصت إليه فيما يبدو. وكان عزاؤه الوحيد أنه ظل بطلا فى الخارج، لا سيما فى نظر زعماء الغرب أمثال جورج بوش ومارجريت ثاتشر، اللذين اعتبراه شريكا لهما فى إنهاء الحرب الباردة.
كذلك ظل الصحفيون والمؤرخون الغربيون على إعجابهم بجورباتشوف، ولكن مع الابتعاد قليلا عن السياسة السوفييتية وتحرى المزيد من الموضوعية إزاءها. فقد كانوا يشددون على أنه أيا ما كانت مثالب جورباتشوف، فقد أحدث الرجل تحولا كاملا فى السياسة السوفييتية الخارجية، وأدخل للاتحاد السوفييتى درجة غير مسبوقة من الحرية، تضمنت انتخابات شبه ديمقراطية ونظاما قائما على التعددية الحزبية.
ولا يمكن إنكار أنه أجرى كل أنواع التسويات وقطع وعودا مع المتشددين فى حكومته، إلا أن ذلك لم يجعله واحدا منهم. ربما كان بعضوزرائه المحافظين يعتقدون حقا أن بوسعهم إقناع جورباتشوف بمجاراة انقلابهم، أو على الأقل تمسكوا ببعض الأمل أنه سيفعل. ولا شك أن جورباتشوف قد ارتكب خطأ فادحا فى تقدير حدود قدرتهم على إيقاف إصلاحاته، ولكن ذلك مختلف تماما عن إثبات رغبته فى أن يكون له أى صلة بالانقلاب.
تقدم مذكرات جورباتشوف - برغم ما يشوبها غالبا من مصلحة شخصية ونفاق - دفاعا مقنعا ضد اتهامه بالتواطؤ مع المتآمرين. فقد كتب فيها: تحويل البلاد إلى اتحاد ديمقراطى قابل للبقاء، وكذلك الخطة العامة للبريسترويكا، والإصلاحات الشاملة، وتطبيق أسلوب تفكير جديد فى مجال السياسة الدولية؛ كل هذه الأمور باتت شغلى الشاغل فى الحياة. فلماذا إذن أرغب فى إفسادها؟