لم يدخل الإيمان قلب وعقل الكبار فقط، بل كان الأطفال والمراهقون على علم بالرسالة النورانية الأخيرة من الله، متسلحين بإيمان كبير وقلب خاشع وعقل لا يطلب سوى نيل رضا الله ومحبة رسوله، فكان هناك من الأطفال على بن أبى طالب، ومن الشابات اللاتى استجبن للدعوة وبايعن نبى الإسلام، أمية بنت قيس الغفارية.
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة "صحابيات حول النبى"، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشخصية هذا اليوم أمية بنت قيس الغفارية.
وبحسب كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، فهى فتاة من غفار، قبيلة أبى ذر الغفارى، تسلل نور الإيمان إلى قلبها وهى لا تزال فى طور الحداثة، حيث قدمت على رسول الله تبايعه على بعد المسافة ولها أربعة عشر ربيعا، وراحت تتحين الفرصة المواتية لتخدم الدعوة.
خرجت إلى خيبر على رأس نسوة وهى لم تبلغ المحيض تريد أن تقوم بما تقوم به البعثة الطبية فى ميدان القتال، وتلقى النبى (ص)، فيردفها خلفه فى مسيره، ويتاح لها أن تحسن القيام بما تقدمت، وتلقى من الرسول مكافأة وتكريما، فلقد قلدها الرسول (ص) قلادة لم تغادر صدرها حتى ماتت ودفنت معها طبقا لوصيتها.