يعد أبو العباس السفاح واحدا من أشهر خلفاء دول الخلافة الإسلامية، وهو أول خلفاء بنى العباس، والخليفة التاسع عشر من خلفاء المسلمين، ومن استطاع القضاء على الدولة الأموية وآخر حكامها مروان بن محمد.
وتمر اليوم الذكرى الـ1264 على رحيل الخليفة العباسى الأول، إذ رحل فى 10 يونيو عام 754 عن عمر ناهز حينها 32 عاما، وكانت تثار حول شخصية السفاح العديد من الآراء ونسب عنه العديد من القصص وحتى الأحاديث الشريفة، حيث ادعى البعض من بنى العباس نبوءات نبوية عن السفاح، فهل حقا تنبأ النبى صلى الله عليه وسلم بمجىء العباس؟
بحسب كتاب "أطلس تاريخ الدولة العباسية" للكاتب سامى بن عبد الله المغلوث، عن أبى سعيد الخدرى، عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: يخرج منا رجل فى انقطاع الزمن، وظهور من الفتن يسمى السفاح، يكون عطاؤه المال حثيا"، وأئمة الحديث لا يصرفون هذا الاسم إلى أبى العباس، وإنما هو نبؤءة كبقية النبوءات التى وردت فى القرآن الكريم، والحديث النبوى لا يدرى تأويلها إلا أن تكون، ولكن الدعوة العباسية فيما يظهر قد جمعت بين هذا الحديث وحديث آخر هى من باب النبوءات أيضا، وجعلت منها حديثا اتخذته فى الدعوة إلى إقامة الخلافة فى بنى العباس.
وبحسب ما يذكره موقع الفتاوى الإسلامية "الألوكة"، كان هناك حديث آخر من باب النبوءات أيضًا، جعلتْ الدعوة العباسية منه حديثًا اتخذته فى إقامة الخلافة فى بنى العباس، فكانوا يروون للناس عن ابن عباس - رضى الله عنهما- أنه قال: "والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لأدال الله من بنى أمية، ليكون منا السفاح والمنصور والمهدى"، وهم الخلفاء العباسيون الثلاثة على التتابع، ولا شك فى أن هذا كان قبل قيام الدعوة بالفتح بزمن طويل.