يعد الإسكندر المقدونى (الأكبر)، أحد أهم ملوك مقدونيا الإغريق، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ، وقد ترامت حدود دولته من الشرق إلى الغرب، مكونا إمبرطورة من أكبر الإمبرطوريات عبر التاريخ الإنسانى كله.
وتمر اليوم ذكرى رحيل الإسكندر الأكبر، إذ رحل فى 10 يونيو من عام 323 ق.م، عن عمر ناهز حينها 32 عاما، تاركا خلفه إمبرطورية عظمى ورث بعضها من أبيه، فيليب الثانى المقدونى الأعور، والباقى كانت نتاج فتوحته العظيمة التى امتدت حيث بلاده مقدونيا فى جنوب شرق القارة الأوروبية، مرورا باليونان الحالية تركيا والشرق الأوسط ووصولاً إلى أفغانستان وحتى حدود الهند وآسيا الصغرى.
لكن كيف كانت مصير كل تلك الإمبرطورية التى تركها الإسكندر، بعد عام 323 ق.م، وكيف تصرف قادته جيشه وخلفاؤه فى الأمر؟
بحسب كتاب "الإسكندر الكبير (المقدونى) فى سطور" للكاتب أسعد الطنبور، إن إمبرطورية الإسكنمدر بعد تقسيمها تمت تقسيمها إلى أربع ممالك بين خلفاؤه، قرابة عام 281 ق.م، حيث اقتراح بيرديكاس أن يتولى ابن الإسكندر شئون الحكم عند بلوغه سن الرشد، وأن يلعب هو وكراتيرس، وليوناتوس، وأنتبياتر، دور الأوصياء عليه حتى ذلك الحين، غير أن الجنود المشاة، بقيادة أحد الضباط، المدعو ميلياكروس، رفضوا هذا الترتيب بحجة أنهم لم يستشاروا فى الأمر من الأساس، ورشحوا فيليب آرهيدايوس، الآخ غير الشقيق للإسكندر، ليتربع على عرش الإمبرطورية، وفى نهاية المطاف توصل الفريقان إلى تسوية مرضية لكل منهما بعد ولادة الإسكندر الرابع، فجعلوه وفيليب ملكان يشتركان بالحكم، ولو اسميا فقط.
لكن سرعان ما دب الخلاف بين المقدونيين، وحدث انشقاق ومنافسة كبيرة بين الضباط الذى تسرب الطمع إلى قلوبهم ورغب كل منهم بالحكم، فقام بيرديكاس بتقسيم أراضى الإمبرطورية ووزعها حقنا للدماء، فأصبح كل إقليم من تلك الأقاليم بمثابة قاعدة استخدمها كل قائد ليتوسع وينطلق باتجاه أراضى خصمه.
وبعد اغتيال بيرديكاس انهارت الوحدة المقدونية بالكامل، فتجارب إخوة الأمس فيما بينهم طيلة 40 عاما، ولم تنته الحرب إلا بعد تقسيم العالم الهلينى الذى أسسه الإسكندر الأكبر إلى أربعة أقسام: المملكة البلطمية فى مصر وما يجاورها، والإمبرطورية السلوقية فى الشرق، ومملكة بركامون فى آسيا الصغرى، ومملكة مقدونيا، كما تم اغتيال كل من الإسكندر الرابع وفيليب آرهيدايوس.