ولد الشيخ مصطفى البكرى، 1099 فى دمشق، ونهل من العلوم الدينية وكان ورعاً تقياً، نذر نفسه للزهد والتقوى، وله قصائد كثيرة فى الابتهالات الصوفية، منها قصيدة «المنبهجة»، التى تدور عوالمها فى فلك المحبة الأسمى على الإطلاق، وهى محبة الله عز وجل.
قم نحو حماه وابتهج
وعلى ذاك المحيا فعج
ودع الأكوان وقم غسقاً
واصدق فى الشوق وفى اللهج
والزم باب الأستاذ تفز
وتكون بذلك خل نجي
واخرج عن كل هوى أبداً
ودع التلفيق مع الهرج
إياك أخى ترافقُ من
لم ينهك عن طُرق العوج
اقنع وازهد واتركه كذاك
بباب سواه لا تلج
مولاى أتيْتُكَ منكسراً
وبغيرك شوقى لم يهج
وأتيت إليك خلياً من
صومى و صلاتى مع حججي
وكذا علمى وكذا عملي
وكذاك دليلى مع حججي
لا أملك شيئاً غير الدمع
مخافة أن يغشى وهجي
هل غير جنابك يقصد، لا
وجمالك ذى الحسن البهج
ودموع العين تسابقني
من خوفك تجرى كاللجج
يا عاذل قلبى ويْكَ فدع
عذلى واقصر عن ذا الحرج
كم تعذلنى لم تعذرني
دعنى فى البسط و فى الفرج
أذنى لحبيبى صاغية
صمت عند الواشى السمج
مولاى بسر الجمع كذا
ك، وجمع الجمع وكل شجي
بحقيقتك العظمى ربي
وبنور النور المنبلج
بعماء كنت به أزلاً
بمحمد من جا بالبلج
وبسرّ القرب كذاك الحبّ
وأهل الجذب لمنعرج
يسر واجبر كسري، برضاً
ليكون بوصلك مبتهجي
واخلع خلع الرضوان على
صب فى حبك حب هجي
وامنح قلبى نفحاتك يا
مولاى وعجّل بالفرج
واغفر يا رب لناظمها
وله رقى أعلى الدرج
واسمح للسامع ما نشدت
قم نحو حِماه وابتهج