ضريح الشيخ الشرف الدمياطى، والذى يقع فى مقابر الصوفية خارج باب النصر، وهو لشرف الدين عبد المؤمن بن خلف بن أبى الحسن بن شرف، ولد فى بلدة تونة بالبحيرة عام 613 هـ.
نشأ الشرف الدمياطى فى بيئة إسلامية توطدت أركانها وتلقى ثقافته الأولى وهو ما زال طفلاً صغيرًا بمدينة دمياط فدرس بها الفقة وأصوله وقرأ القرآن بالروايات، ولما شب عن الطوق وتطلعت همته العاية وطموحه إلى استكمال ثقافته الدينية فرحل إلى مدينة الإسكندرية سنه 636 هـ، وكان عمره آنذاك 23 عامًا، والتحق هناك بالمدرسة السلفية.
وبعد أن أتم الشرف الدمياطى تعلم الحديث من أصحاب السلفى فى مدرستة، قدم إلى القاهرة حيث التقى بأستاذه الحافظ المنذرى شيخ دار الحديد الكاملية فتتلمذ على يديه وتعرف على الكثير من أصحابه وتلاميذه مثل القاضى عز الدين بن عبد السلام، ولما بلغ الـ30 من عمره، أدى فريضة الحج، فرحل إلى الحجاز عام 643 هـ، وظل هناك لمدة عامين ثم ارتحل إلى الشام عام 645 هـ، كما طوف ببلاد العراق والجزيرة، حيث تعلم على يد كبار المشايخ، حتى أصبح من كبار حفاظ زمانه، راسخًا فى الفقة نحويًا لغويًا محيطًا بالقراءات وامتاز فى الحديث وأربى فى علم النسب على المتقدمين، فكان يناقشهم ويبين أخطائهم.
ويقول كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، انتهى المطاف بالشرف الدمياطى فى القاهرة، حيث ولى مشيخة المدرسة الظاهرية فهو أول من درس الحديث بها، والمدرسة الظاهرية هى المدرسة التى أنشأها الملك السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى.
ترك شرف الدين الدمياطى العديد من المؤلفات فى علم الحديث والفقة واللغة والتاريخ منها الحديث جمع فيه أحاديث من رواياته وجزء فيه أحاديث صحاح من أماليه وجزء فيه أحاديث جمعها البرازيلى رواية عنه، وله كتاب فى فعل الخير الذى كان من رواته مؤرخ مصر تقى الدين المقريزى، كما له كتاب الأربعين المتباينة الاسناد فى حديث أهل بغداد جمع فيه 40 حديثًا عن أهل بغداد كما له معجم فى تاريخ يقع فى 4 مجلدات جمع فيه تراجم مشايخه.
توفى الشرف الدمياطى فجأة فى القاهرة بعد أن صلى عصر يوم الأحد 15 ذى القعدة عام 705 هـ، وكان قد ناهز التسعين من عمره، وودعته القاهرة توديعًا حافلاً وكان أهل دمشق قد صلوا عليه صلاة العائب ودفن بمقبرة بباب النصر التى تعرف بمقبرة الصوفية.