التاريخ: 18 ذى الحجة 35 هـ، الموافق 17 يونيو 656م، المكان: المدينة المنورة، الحديث: مقتل الخليفة الراشدى الثالث ذو النورين عثمان بن عفان، وبحسب ما ذكرته جميع المراجع التاريخية، فقد قتل أمير المؤمنين على يد الثائرين من أهل مصر، بعدما خالف وعده لهم، فحصاروه فى منزله قبل أن ينقضوا عليه فيقتلوه، وأخرج ابن عساكر عن كنانة مولى صفية وغيره قالوا: قتل عثمان رجل من أهل مصر أزرق أشقر يقال له حمار.
وبحسب ما ذكره المؤرخ جلال الدين السيوطى فى كتابه "تاريخ الخلفاء"، أن عثمان تولى الخلافة اثنتى عشرة سنة، وأنه كان لا ينقم الناس عليه شيئا وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب، لأن عمر كان شديدًا عليهم فلما وليهم عثمان تساهل فى أمرهم ووصلهم واستعمل أقرباءه وأهل بيته فى الست الآواخر من عهده، وكتب لمروان بن الحكم بخمس إفريقية وأعطى أقرباءه وأهل بيته المال وتأول فى ذلك الصلة التى أمر الله بها، وقال إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما وإن أخذته فقسمته فى أقربائى فأنكر الناس عليه ذلك أخرجه ابن سعد.
لكن أين بدأت الأزمة التى أودت بحياة أحد العشرة الذين بشرهم آخر المرسلين النبى محمد (ص) بالجنة؟.
فى عام 35 من الهجرة، استأثر بنى عمه فولاهم وما أشرك معهم، فولى عبد الله بن أبى سرح مصر وقد حنق على عثمان وما فعله العديد من الصحابة كعبد الله بن مسعود وأبى ذر وعمار بن ياسر وبنو مخزوم، وجاء إلى الخليفة من أهل مصر يشكون ابن أبى سرح، فكتب إليه يتهدده، لكنه أبى أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتل.
خرج أهل مصر فى سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى الصحابة فى مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبى سرح بهم، فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد وأرسلت السيدة عائشة زوجة الرسول تقول: تقدم إليك أصحاب محمد (ص)، وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك ودخل عليه على بن أبى طالب فقال إنما يسألونك رجلا مكان رجل وقد أدعوا قبله دما فأعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم"، فوافق عثمان وقال: اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه فأشار الناس عليه بمحمد بن أبى بكر فقالوا استعمل علينا محمد بن أبى بكر، فكتب عهد وولاه وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبى سرح، فخرج محمد ومن معه فملا كان على مسيرة 3 أيام من المدينة إذا بغلام أسود على بعير يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطالب أو يطلب، فقال له أصحاب محمد ما قصتك وما شأنك؟ كأنك هارب أو طالب، فقال لهم أنا غلام أمير المؤمنين وجهنى إلى مصر، فافتشوه فوجدوه معه كتاب من عثمان إلى ابن أبى سرح يقول فيه: إذا أتاك محمد وفلان وفلان فاحتل فى قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رائى واحبس من يجئ إلى يتظلم منك ليأتيك رائى فى ذلك أن شاء الله".
فعاد محمد ومن معه إلى المدينة وجلب طلحة والزبير وسعد وعمار ونفر من الصحابة، ودخلوا على عثمان فسألوه عن الغلام والبعير فقال إنهم له، فاطلعوه على الكتاب، لكنه حلف أنه لم يكتب هذا الكتاب، وعرفوا أن الخط هو خط مروان بن الحكم، وطلبوا من عثمان أن يأتيهم بمروان، لكنه رفض أن يخرج إليهم مروان وخشى عليه القتل.
فحاصر الناس عثمان ومنعوا الماء عنه، لكن الإمام على بعث إليه الماء، وأكد الإمام على أصحابه بأن المطلوب هو مروان وليس عثمان، وبعث بنجليه الحسن والحسين ليحموا أمير المؤمنين من بطش الرجال، وبعث طلحه أيضا بابنه وأخذ أصحاب النبى الكريم يبعثون إلى عثمان لحمايته، فلما رأى الناس ذلك الجمع رموا باب عثمان بالسهام حتى أصيب الحسن بن على وأصيب مروان بن الحكم، وخاف الناس أن جاء بنو هاشم فوجدوا الحسن فى دمائه فتثير فتنة، وخرج رجل من الأنصار يقول أن يدخلوا على عثمان فيقتلوه، ودخل الناس ومنهم أهل مصر وقتلوا أمير المؤمنين.