استمرارا لاستعراض تاريخ كرة القدم، تزامنا مع انطلاق مسابقة كأس العالم، بمشاركة منتخب مصربعد غياب دام 28 عاما، حيث كانت آخر المشاركات فى 1990، اليوم يروى لنا كتاب "مصر وكرة القدم"، للكاتب الصحفى ياسر أيوب، الصادر عن دار المصرية اللبنانية، تفاصيل تأسيس أول نادى مصرى لكرة القدم.
ويقول كتاب "مصر وكرة القدم"، بعدما تعلم المصريون من الإنجليز كيف يلعبون كرة القدم، وبعدما قادهم الحرمان الطويل من اللعب للوقوع فى غرامها، وبعدما علمهم محمد أفندى ناشد مؤسس أول منتخب لمصر، كيف يجعلونها قنبلة فى وجه أعدائهم والمحتلين لبلادهم، باتت مصر تحتاج ما تستكمل به حكايتها الطويلة والاستثنائية مع كرة القدم، حيث كانت مصر تحتاج بعد كل هذا الانفجار الكروى، إلى ملعب رسمى وحقيقى لكرة القدم، وأيضًا إلى ناد مصرى يتأسس من أجل كرة القدم، فكان الملعب هو الذى قدمه نادى السكة الحديد لمصر عام 1903 م، أما النادى فكان الأولمبى الذى تأسس فى الإسكندرية عام 1905م.
وكانت مصلحة سكك حديد مصر، التى تأسست عام 1851م قد اختارت أرضًا واسعة فى جزيرة بدران بشبرا، لتبنى فوقها ورش صيانة القطارات، وكانت هذه الورش تضم الخبراء والمهندسين والإنجليز والأجانب، إلى جانب العمال المصريين، وكانت كرة القدم هى وسيلة الترفيه الأساسية لهؤلاء فى أوقات فراغهم، وأدرك مسئولو المصلحة الإنجليز أنهم باتوا فى حاجة إلى ناد جديد، وقرروا إقامة هذا النادى بجوار ورش العنابر فى جزيرة بدران، وبالفعل بدأ بناء النادى، الذى تم افتتاحه فى 22 مايو عام 1903م، ليصبح النادى الذى ضم أول ملعب رسمى لكرة القدم فى مصر.
وبعد عامين فقط على تأسيس نادى السكة الحديد وفريقها وملعبها الكروى الأول فى مصر كان هناك فى الإسكندرية شاب عاشق لكرة القدم، اسمه على مخلص الباجورى، وقرر هذا الشاب عام 1905م، تأسيس أول ناد مصرى فى مصر لكرة القدم، وفى غرفة بسيطة فى حر محرم بك، نجح على مخلص الباجورى فى تأسيس نادية الجديد باسم النجمة الحمراء، الذى أصبح النادى الأولمبى فيما بعد.
كانت معظ المباريات تقام مع الفرق العسكرية الإنجليزية، إلى أن تولى إبراهيم علام منصب سكرتير كرة القدم بنادى السكة الحديد عام 1912م، وأصبح المسئول الأول عن الفرق، اعتزل اللعب وتفرغ للإدارة، وكان أول قرار له هو لعب المزيد من المباريات مع الأندية الأخرى فى القاهرة، وتقليل المباريات مع الفرق العسكرية الإنجليزية.