صدر مؤخرًا عن المركز الثقافى للكتاب بالدار البيضاء٬ كتاب "نقد المفاهيم" للمفكر المغربى عبد الله العروى، وفيه يقدم الكاتب المفاهيم ذات الصِّلة بقضايا التعددية، والعلم الموضوعى، وذلك ضمن سلسلة إصدارات أطلق عليها النقاد وصف"مفاهيم".
وينطلق تفكير "العروى" فى المفاهيم من تأمله فى الأوضاع التى يعيش فيها العالم العربى، خلال القرنين المنصرمين، حيث انقطعت الصلة بينهم وبين المنطق الموجه للتراث الثقافى، وحيث يصبح التفكير في الحرية والدولة والعقلانية مناسبة لاستيعاب التاريخ الجديد الذى يؤطر الحاضر الكونى، وذلك رغم الاستمرارية التاريخية الحافظة لظواهر لا علاقة لها بالمرجعية التاريخية الواقعية، والمرجعية النظرية الفلسفية والاجتماعية والسياسية الضابطة والناظمة لمحتوى المفاهيم الجديدة التي نحن مطالبون بمعرفتها.
ويعلن العروى فى كثير من الأحيان فى نصوص سلسلة المفاهيم أن غايته من النقد المفاهيمى تتجه للتخلص من الأسئلة الزائفة، حيث يقتضى نجاعة العمل السياسى والفكرى فى المجتمع العربى دقة التعبير ودقة المعنى من أجل فكر أكثر إنتاجية وأكثر مردودية، ولهذا يتجه فى كثير من فصول هذه المصنفات إلى نقد الكلمات والألفاظ والمفاهيم وكشف مفارقاتها المتمثلة فى تناقض المرجعيات وتباعد الأزمنة وضياع المعنى.