إذا كان كأس العالم، فى إيطاليا عام 1934، قد لعب وسط نزاعات سياسية مستجدة، فإن كأس العالم فى فرنسا 1938 قد عانى حتى النخاع من أجل إقامته فى قاعة انتظر فيها الجميع اشتعال لهيب الحرب العالمية الثانية.
يشير الكاتب لوثيانو بيرنيكى فى كتاب "أغرب الحكايات فى تاريخ المونديال"، الصادر عن دار مسعى وتنمية، إلى أن كأس العالم فى فرنسا 1938 دارت مبارياته قبل عام واحد فقط من اندلاع أعظم كارثة حربية فى تاريخ البشرية بين الأسلام الشائكة والبارود والدماء التى كانت تغلى من الكره والحقد.
كان أدولف هتلر قد قرر فجأة أن الحدود الألمانية لم تكن بعيدة بالصورة الكافية عن برلين، وفى الثالث عشر من مارس 1938 خطر له ضم النمسا إلى خريطة ألمانيا وتسبب هذا فى ابتعاد المنتخب النمساوى عن المسابقة، على الرغم من تأهله بعد تخطى لاتفيا.
وهكذا لم يتم الدفع بأى منتخب بديل لتعويض غياب النمسا عن البطولة، وهكذا صعدت السويد التى كانت القرعة قد أوقعتها فى منافستها بشكل مباشر نحو ربع النهائى. وأشار منظمو الحدث بكل دبلوماسية فى بيان مقتضب إلى أنه "فى جدول المباريات الرسمى ستصعد السويد للدور التالى لعدم حضور المنتخب النمساوى"، وذلك دون ذكر كلمة واحدة عن المأساة التى كانت تمر بها الدول الأوروبية.