"يا أعدل الناس إلا فى معاملتى فيك الخصام وأنت الخصم والحكم" لو كنت تعرف هذا البيت الشهير للشاعر العباسى الكبير أبو الطيب المتنبى، فالبتأكيد تعرف أنه معاتبة شاعر كبير لأمير مشهور، المتنبى يعاتب الأمير سيف الدولة عتاب المحب، يصفه بأنه عادل مع الجميع، منصف إلا معه.
تمر اليوم ذكرى ميلاد سيف الدولة الحمدانى، إذ ولد فى 22 يونيو عام 916 م، وهو مؤسس إمارة حلب، التى تضم معظم شمال سوريا وأجزاء من غرب الجزيرة، وأخ لحسان بن عبد الله (المعروف بـناصر الدولة الحمدانى)، وكان من أكثر الأعضاء بروزا فى الدولة الحمدانية.
وعرف سيف الدولة كقائد مسلم شيعى، صاحب نفوذ وتطلعات سياسية واسعة، كما كان أميرا محبا للشعر مكرما للأدباء والعلماء والشعراء، وذلك التف حوله وعاش فى بلاطه الكثير منهم ما لم يعرف عن أمير آخر حتى فى القرون السابقة التى كانت الخلافة فيها زاهية الآفاق.
وكان من بين أشهر شعراء عصر سيف الدولة وأشهرهم فى العصور الحديثة هو أبو الطيب المتنبى، لكن من هم الشعراء الآخرون الذين تواجدوا فى الدولة الحمدانية وظهروا فى مجالس الأدب التى نظمها سيف الدولة؟ وهل لم يظهروا بشكل واسع كما ظهر المتنبى؟
بحسب كتاب "أبو بكر الخوارزمى - بين نثره وشعره - جزء 14 من سلسلة أعلام الأدباء والشعراء" لـ مأمون بن محيى الدين الجنان، فإن المتنبى عاش فى كنف سيف الدولة تسع سنوات، ولولا أن المتنبى كسف أى "أخفى" عددا كبيرا من شعراء الأمير الحمدانى لظهروا بشكل أوسع وعددا أوفر ويكفى أن يكون الشعراء الذين ظهروا فى عهد سيف الدولة هم "أبو فراس الحمدانى، السرى الرفاء، الصنوبرى، كشاجم، أبو بكر أبو عثمان، النامى، الوأواء الدمشقى، ابن نباتة السعدى، أبو الفرج الببغاء، الزاهى، الناشئ"، كما عاش فى كنفه الحسين بن خالويه، وأبو الطيب اللغوى، وأبو على على الفارسى، أبو عثمان بن جنى".
وظهر أيضا فى زمن سيف الدولة، أبو الفرج الأصفهانى، والذى أهدى إليه كتابه الشهير "الأغانى"، كما مدحه على البعد السلامى، الصابئ، والفيلسوف أبو نصر الفاربى.