الأزهر الشريف، منارة العلم، وقبلة العلوم الإسلامية، وبوابة التنوير عبر الزمان، بناه القائد الفاطمى جوهر الصقلى، فى عهد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله، سنة 359 هـ 970 م، وفى أول ليلة وضع فيها أساس القاهرة، حيث شيد قصرين عظمين ووضع أساس الجامع الازهر، وأقيمت أول صلاة فيه يوم الجمعة 9 رمضان سنة 361 ه 22 يونيو 971.
ورغم استمرار الأزهر طيلة تلك القرون الماضية، شامخا إلا أنه تعرض للغلق عدة مرات، الأولى حين جاء صلاح الدين الأبوبى سنة 589 هـ، وقرر غلق الأزهر ليمنع دراسة المذهب الشيعى، وظل مغلقا منذ ذلك الوقت أكثر من قرن من الزمان، حتى عادت إليه الدراسة على أساس المذهب السنى فى عهد الظاهر بيبرس سنة 672 هـ.
المرة الثانية الذى أغلق فيها أبواب الجامع العتيق، كانت ما بين 1730–1731، عندما قامت الوالى العثمانى بمضايقة السكان المقيمين بالقرب من الأزهر أثناء ملاحقة بعض الهاربين، وأغلقت البوابات فى الأزهر احتجاجا على ذلك، وأمر الحاكم العثمانى بالامتناع عن الذهاب قرب منطقة الأزهر، خوفاً من قيام انتفاضة كبرى، وقد حدث اضطراب آخر فى عام 1791 تسببت فيه مضايقات الوالى قرب مسجد الإمام الحسين، ثم ذهب إلى الأزهر لتبرير موقفه، وقد أقيل الوالى بعد ذلك من منصبه.
كما تم إغلاق "الجامع الأزهر" فى يونيو عام 1880، بعد اغتيال الجنرال الفرنسى كليبر على يد سليمان الحلبى، وهو طالب فى الأزهر، وبعد عملية الاغتيال، قام الجنرال مينو قائد الحملة حينها، بإغلاق المسجد، وظلت أبوابه مغلقة حتى وصول المساعدات العثمانية والبريطانية فى أغسطس 1801، وقد فقد المسجد الكثير من محتوياته فى تلك الفترة.