الكثير منا يسمع عن مصطلح "الماسونية"، والبعض يربطها بالصهيونية ودولة الكيان العبرى إسرائيل، وآخرون يربطونها بالفكر العلمانى والأفكار المختلفة مع الأديان الإبراهيمية الثلاثة.
ويعرف تنظيم الماسونية أو كما يطلقون على أنفسهم "البناؤون الأحرار" والذى يحل اليوم الذكرى الـ301، على انعقاد أول محفل رسمى لهم فى لندن فى 24 يونيو 1717، بأنها منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق، والميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق (إله)، تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض الشديدين خاصةً فى شعائرها مما جعلها محط كثير من الأخبار حول حقيقة أهدافها، فى حين يقول الكثير من المحللين المتعمقين بها أنها تسعى للسيطرة على العالم والتحكم فيه وتوحيده ضمن أفكارها وأهدافها كما أنها تتهم بأنها "من محاربى الفكر الدينى" و"ناشرى الفكر العلمانى".
فما هو المحفل الماسونى الكبير الذى تحل ذكرى انعقاده الأولى اليوم، وما كان الهدف منه، وكيف أثر على حركة التنظيم الماسونى فى العالم؟
بحسب كتاب " الماسونية ذلك العالم المجهول دراسة فى الأسرار التنظيمية لليهودية العالمية"، للكاتب صابر طعيمة، فإن مصطلح ماسون لم يكن ليعرفه أحد قبل 25 أغسطس من سنة 1716، عندما تقرر هذا الاسم بين مجموعة المنظمين والذين كانوا يعرفون فيما قبل باسم جمعية "القوة الخفية"، وكان هناك تسعة رجال يمثلون هم القوة الحقيقة للفكر الماسونى المختلف على وقت تأسيسه إلى الآن.
وفى لندن اجتمع 5 أشخاص منهم جوزيف لافى، حفيد صاحب كتاب "أصل الماسون"، وولده إبراهيم وقريب لهما يدعى إبراهيم أبيود وجميعهم يهود، واجتمعا بشخصين هما دجوان ديزا كوليه ورفيق له اسمه جورج، ووضعوا تصورا ودستورا لها، وتم الاتفاق على عقد المحفل فى 24 يونيو 1717، باعتباره اليوم التاريخى والعيد السنوى للماسونية الجديدة، وذلك يوم 10 مارس من العام نفسه، وبدعوة جميع البنائين فى جميع أنحاء العالم.
وكانت هناك خلافات محتدمة حول اسم المجمع فكان "لافى" يريد تسميته محفل أورشليم، والآخرين يريدون تسميته محفل إنجلترا الأعظم، وقد أخذ الاسم الأول فترة بسيطة، إلا أن إصرار الأغلبية أعطى الاسم الثانى التفوق.
وبحسب كتاب " الانفجار الماسونى" بأن المحفل الكبير يعد هيكلا تنظيميا عاما، ويعتقد بأنه هو المقر الرئيسى لجميع ماسونيين العالم، ويطلق على رئيسه الخبير الأعظم، ويمثل حكومة مدنية، ويوجد فى المملكة المتحدة مقر أعظم فى لندن وأيرلندا واسكتلندا وهناك العديد من المقرات فى أوروبا والولايات المنحدرة.
ويوضح كتاب (منظمات العالم الخفى "الماسونية" للكاتب يوسف حسن المصرى، بأن الماسونية الرمزية بدأت من تاريخ المجمع عام 1717، وتم الإعداد لعمل دستور لها والذى أعد عام 1723، ومن ثم تأسيس المحافل العظمى فى كل الأماكن ومنها محفل الشرق الأعظم الفرنسى عام 1773.
ويعتبر البعض أن الغرض من تأسيس المحفل جاء مع رغبة اليهود بالنظر فى تعاليم الماسونية ورموزها وغيروا فبها لتناسب الجو البروتستانتى فى بريطانيا، من أجل التكيف من المجتمع وفقا لما يرواه من أفكاره.