يعد جورج أورويل واحدا من أهم وأشهر الكتاب البريطانيين فى المنطقة العربية، وتبقى روايته "1984" هى الأبرز، لما تملكه من أحداث سياسية قريبة من بعض الأحداث التى شهدتها الشعوب والأنظمة السياسية فى البلدان العربية خلال فترات سابقة.
وفى الذكرى الـ105، على ميلاد الروائى الإنجليزى الشهير جورج أورويل، نحاول الإجابة عن الأسباب التى دفعت لشهرة هذه الرواية، وما هى حقيقة تنبؤات الروائى الكبير للمستقبل.
تلك الرواية التى ربما تنبأت بثورة الاتصالات فى العالم، والهيمنة الإعلامية الكبيرة التى تطورت خلال الربع الأخير من القرن المنقضى، وبحسب كتاب "كما تحب: رسائل أدبية" للكاتب وداد الكوارى، أن "أورويل كان مهتما بمستقبل البشرية فحذر فى رواياته من هيمنة الإعلام وخطورته على عقول وحياة ومشاعر الناس.
ويعتبر الكاتب وليد خيرى، فى مقاله "1984 لجورج أورويل.. للاستبداد وجوه كثيرة"، أن أحداث رواية 1984، تشبه ما يحدث فى روايات الخيال العلمى التى تتنبأ ببعض الظواهر العلمية التى تكون آنذاك مجرد تكهنات يحدث فى رواية "1984" التى تصبح فيها تلك الخيالات السياسية عن القهر والاستبداد والديكتاتورية واقعاً لا خيالاً.
كما أن الكاتب عبد الحميد بسيونى فى كتابه "تكنولوجيا الواقع الافتراضى" اعتبر جورج أورويل أحد الكتاب والمفكرين الذين شغلوا أنفسهم برؤية المستقبل، كما حدث فى روايته المذكورة.
الغريب فى رواية 1984، أن عنوانها الأصلى كان "آخر رجل فى أوروبا" ولكن الناشر اقترح على أورويل تغييره، وهناك العديد من الاجتهادات التى تحاول تفسير سبب اختياره لعام 1984 بالضبط كى يكون عنوانا للرواية، إلا أنها كلها غير مؤكدة، فالكاتب رشدى الماضى فى مقال له بعنوان "جورج أورويل نبوءات تحققت" أكد أن الاقتناع السائد الذى يذكر غالبا بهذا الخصوص أن عنوان الرواية هو عكس لأخر رقمين من سنة 1948، وهى السنة التى أتم فيها أورويل كتابة الرواية.
فيما قال الكاتب الكبير الدكتور جلال أمين، فى مقاله له بالأهرام بعنوان "ظاهرة جورج أورويل" أن أورويل كما يعرف معظم القراء قد وصف فى رواية (1984) العالم كما يمكن (ويتوقع) أن يحدث فى تلك السنة، أى بعد كتابته للرواية بخمسة وثلاثين عاما، كان اختيار السنة عشوائيا تماما، فقد كان من الممكن أن يختار رقما يشير إلى سنة أبعد فى المستقبل بخمسين أو حتى 100 عام أخرى" لكن "أمين" عاد وأكد: "ليس للرقم أى أهمية فى نظر أورويل ولا فى نظر غيره".