يلتقى منتخب فرنسا نظيره الدنمارك فى مباراة اليوم الثلاثاء، ضمن مباريات كأس العالم 2018، لتأكيد جدارته بالتأهل لدور الـ 16 فى المونديال المقام فى روسيا، ضمن منافسات الجولة الثالثة بالمجموعة الثالثة.
وفى هذا السياق، نرشح لعشاق الساحرة المستديرة، وجمهور الأدب العالمى، رواية وقصة قصيرة ضمن فقرة مونديال الأدب، وهما رواية "مدام بوفارى" للكاتب الفرنسى جوستاف فلوبير، والقصة القصيرة "بائعة الكبريت" للشاعر والكاتب الدنماركى هانس كريستيان أندرسن.
رواية مدام بوفارى للكاتب جوستاف فلوبير
تعد رواية مدام بوفارى من أوائل كتابات الكاتب الفرنسى جوستاف فلوبير، التى صدرت عام 1856م، والتى بسببها تعرض كاتبها للمحاكمة بتهمة إفساد الأخلاق والقيم العامة، وقد تم تحويلها إلى فيلم يحمل نفس الاسم عام 1949م، تنتمى هذه الرواية للمدرسة الواقعية فى الأدب، وهى المدرسة التى نشأت فى نهاية القرن الثامن عشر.
استغرق جوستاف فلوبير نحو خمس سنوات من العمل على كتابة رواية مدام بوفارى، وظهرت الرواية مسلسلة على أجزاء فى صحيفة "ريفودى" فى باريس عام 1865.
تدور رواية مدام بوفارى حول إيما بوفارى، الفتاة التى تجمع بين الجمال والثقافة، حيث تعيش حياتها على قراءة القصص والروايات ومنها تنسج أحلامها، التى جعلتها تحلم بأن تعيش ذات يوم حياة كتلك التى تقرأ عنها فى الروايات، حياة داخل القصور تقضى لياليها فى السهرات والحفلات.
تفاجأ مدام بوفارى، بزوجها البليد متحجر الذهن والعواطف وهو ذو ثقافة متوسطة، إن لم تكن معدومة، فهما لا يشتركان فى شيء، من حيث العاطفة، ولا من حيث التفكير والتوقع والحلم والرومانسية، ومن هنا تجد "إيما" الحافز لكى تسلك درب المغامرة، والبحث عمن يشاركها عاطفتها، فتعشق شخصا آخر، ثم تشعر بالضجر منه، وتعشق ثالثاً وتشعر معه بنفس الضجر ومع أحداث الرواية تقع "إيما" تحت وطأة الديون الكثيرة، ومن هنا تصبح أسيرة للدائنين الأشرار، وتستمر فى الضجر، ولا تجد من زوجها البليد سوى إصراره الممل على التودد لها فتقرر شرب السم والانتحار موتا.
قصة بائعة الكبريت للكاتب هانس كريستيان
تدور قصة بائعة الكبريت للشاعر والأديب الدنماركى هانس كريستيان أندرسن، حول حكاية فتاة ماتت وهى غارقة فى هذيانها، وقد صدرت هذه القصة لأول مرة فى عام 1845. وقد اقتبست عنها افلام ورسوم متحركة وموسيقى تلفزيونية.
تبدأ حكاية بائعة الكبريت فى ليلة عيد رأس السنة، وبينما تتساقط الثلوج، كانت هناك طفلة صغيرة مسكينة عارية الرأس، فقدت حذاءها القديم الكبير بينما كانت تسير فى الشارع، الذى استعارته من والدتها، وأكملت سيرها حافية القدمين.
كان الدافع وراء سير هذه الفتاة فى الشوارع فى ظل هذه الأجواء الباردة هو بيع أعواد الكبريت وبعد سيرها الطويل فى الشوارع دون أن تجد شخصا يشترى منها، جلست فى زاوية بين منزلين، ومعدتها تؤلمها من الجوع، وأخذت تسترق الأنظار من النوافذ، وتنظر إلى الناس الذين يحضرون طعام العيد، إلا أنها لم تكن قادرة على العودة إلى منزلها خوفا من أمها التى ستضربها لعدم بيع أعواد الكبريت، وخلال مكوثها بين المنزلين قامت بإشعال عود ثقاب، وأحاطته بيدها حتى تشعر بالدفء، وعلى الضوء الخافت من عود الثقاب هذا، تراءى لها بأنها تجلس أمام مدفئة كبيرة حديدية، والنار تشتعل فيها؛ فينتشر الدفء ويعم المكان، فمدت ساقيها، لتدفئهما، لكن عود الثقاب انطفئ، واختفى ما رسمته أمامها من أحلام، وبقى طرف عود الثقاب مشتعلاً، فأشعلت به عوداً ثانياً، فاشتعل وأضاء ما حولها، وظل فى كل مرة على ذلك تشعل عودا وتتخيل أحلامها، حتى ماتت من البرد.