حين يذكر الاحتلال البريطانى على مصر، تشير أصابع الاتهام مباشرة إلى الخديوى توفيق، ويحمله الجميع مسئولية فرض المملكة البريطانية حمايتها على البلاد، واحتلالها الذى دام لأكثر من 70 عامًا حتى انتهى بإعلان قيام عهد الجمهورية المصرية على يد الضباط الأحرار.
وتمر اليوم الذكرى الـ139، على تنصيب الأمير محمد توفيق حاكمًا على مصر بعد خلع والده الخديوى إسماعيل، بناء على فرمان من السلطان العثمانى، فى 26 يونيو عام 1879م، فكيف استقبل توفيق الذى يتهمه البعض بالتآمر على والده من الوصول إلى عرش مصر، وكيف كان رده على القرار العثمانى بتوليه أمور البلاد؟
وبحسب كتاب "أحمد عرابى" للكاتب محمود الخفيف، مستندًا للكاتب الكبير محمد حسين هيكل، فإن الخديوى توفيق باشا، فوجئ بالخبر وفزع له حتى لقد قابل موظف قصره، الذى أبلغه القرار، أسوأ مقابلة بل إنه صفعه، وذلك كونه شعر فى ذلك الحين بأن التركة التى آلت إليه أعباؤها هى تركة مخوفة، مشيرًا إلى أنه رغم محاولات السلطان العثمانى فى المناورة من أجل أعادة الأمور وفرض سيطرته عليها، إلا أن إنجلترا وفرنسا تدخلتا بحسم فى الأستانة، وأدى ذلك لتثبيت قرار السلطان بتولى توفيق "الضغيف المتردد الخائف من الجميع وغير المؤهل على الإطلاق للحكم" كما يصفه الكتاب، للاعتماد على إنجلترا وفرنسا وتلبية كل طالباتهم لضمان بقائه فى الحكم.
فيما يذهب كتاب "انتفاضات أم ثورات فى تاريخ مصر الحديث" للكاتب محمد حافظ دياب، أن الوثائق التاريخية تذكر أن توفيق أجاب على فرمان السلطان العثمانى بتعيينه "خديوي"، بالقول: "لقد بدأت بظليل ظل الحضرة السنية الملوكانية بمباشرة أمور الخديوية، عالمًا علم اليقين أن سلامة الخديوية المصرية تحصل بالثبات على قدم العبودية والتابعية للسلطة السنية"، وكان ذلك إيذانًا بالتحول من محاولة الاستقلال إلى تكريس التبعية، لا للحضرة السنية الملوكانية فحسب، بل للقوى الأوروبية التى تواطأت على جده محمد على.