أن تكون شغوفا بالشىء فإنك قد تترك كل شىء من أجله، وأن يظل شغفك متصل به نفسيا وروحيا وعمليا، واحد ممن وثقوا لتلك المقولة كان المؤرخ ورائد التاريخ الكبير رؤوف عباس.
وتمر هذه الأيام الذكرى العاشرة على وفاة المؤرخ الكبير، والذى يعد مؤسس لمدرسة التاريخ الاجتماعى، إذ غاب عن عالمنا فى 26 يونيو عام 2008، عن عمر ناهز 69 عاما، وقد احتفل الموقع الرسمى للمؤرخ الراحل، بنشر 90% من تراثه إلكترونيًا من "مقالات وأبحاث وكتب ولقاءات تليفزيونية".
وفى قراءة السيرة الذاتية الموجودة على موقع المؤرخ رؤوف عباس، تجده خريج قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس دفعة 1961، بتقدير عام جيد جيد، لكن تفوق "عباس" وتقديره المرتفع لم يشفعا له، وتم تعيينه بعيدا عن مجاله ليعمل مراجعا للحسابات بالشركة المالية والصناعية المصرية فى كفر الزيات.
رؤوف عباس، لم يندب حظه طويلا، ولم يترك نفسه حبيسا للأوراق والدفاتير الحسابية، وقرر استكمال دراسته للتاريخ، وخلال عمله بهذه الشركة درس للماجستير فى التاريخ الحديث بجامعة عين شمس وحصل عليه فى نوفمبر 1966 بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع.
وكان تلك الخطوة دافع لـ"عباس" الشغوف بالتاريخ والتأريخ الاجتماعى، فقرر استكمال دراساته العليا والحصول على درجة الدكتوراه، وفى أثناء دراسته حقق حلمه، وجاءت له فرصة العمل بتدريس التاريخ، وبالفعل استقال من الشركة المالية والصناعية المصرية والتحق بالعمل كمعيد للتاريخ الحديث بجامعة القاهرة.
واستمر رؤوف عباس فى دراسته للدكتوراه فى جامعة عين شمس حيث حصل عليها فى يناير 1971 مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطبع، واستمر عمله بجامعة القاهرة وتدرج تدرج فى العمل الأكاديمى بكلية الأداب حتى حصل على درجة أستاذ التاريخ الحديث فى 30 ديسمبر 1981، وتولى رئاسة قسم التاريخ بالكلية من 1982 إلى 1988 وعمل كوكيلا للكلية للدراسات العليا والبحوث من 1996 إلى 1999.