يعد كتاب "العالم كما أراه" للعالم الشهير ألبرت أينشتاين، والذى ترجمه فاروق الحميد، وصدر عن دار التكوين، واحدا من الكتب المهمة التى تقدم صورة أخرى لأينشتاين بعيدا عن الدراسات البحثية والعلوم ونظرية النسبية.
ويقول "فاروق الحميد" فى مقدمة الكتاب، هذا الكتاب ليس مجموعة للمقالات والخطب، والتصريحات التى نشرها "ألبرت أينشتاين" بل هو بالأحرى نخبة منتقاة محددة المعنى: إنه رسم الصورة الحقيقية لهذه الشخصية التى تجد نفسها اليوم على الرغم من نيتها السليمة ملقاة فى دوامة الأهواء السياسية والتاريخ المعاصر.
وتحتوى هذه المقالات المنتقاة، مقالة (عالمية العلم) ويرجع تاريخها إلى عام 1922، بينما خطابه حول "مبادئ البحث" فكان عام 1923، فى حين أن رسالة إلى عربى فتاريخها يعود إلى 1930.
ومن الموضوعات التي ناقشها أينشتاين:
فى معنى الحياة
ما معنى وجودنا، وما معنى وجود جميع الكائنات الحية عامة؟ تتطلب معرفة الإجابة عن هذا السؤال عواطف دينية، أنت تسألنى:
ـ طرح مثل هذا السؤال، هل له معنى عندنا. أجيب:
كل من يشعر أن حياته بالذات، وحياة البشر مثله لا معنى لها، ليس بائسا فحسب، بل هو قادر على البقاء، ولكن بصعوبة بالغة.
لا أؤمن أبدا، بالمعنى الفلسفى للكلمة، بحرية الإنسان، فكل واحد منا يتصرف ليس فقط مدفوعا بضغط خارجي، ولكن أيضا من خلال ضرورة داخلية.
إن كلمة (شوبنهور) التى يقول فيها:
"بلا شك، يستطيع الإنسان أن يثوم بما يريد القيام به، ولكنه لا يستطيع أن يريد ما يريد" رافقتني في شبابي، وظلت معي فى الأحداث والتجارب طيلة حياتى، وكانت هذه الكلمة المأثورة بالنسبة لى عزاء، وينبوعا لا ينضب للاحتمال والصبر!
ووعي هذه الفكرة يخفف بطريقة جيدة الشعور بالمسئولية بالقهر، ويتيح لنا التعامل بطريقة سهلة مع أنفسنا ومع الآخرين، إذ أننا محكومون بمفهوم للحياة يترك لنا مجالا للفكاهة أيضا.
كيف أرى العالم..
كم هى غريبة حالتنا، وحالة أمثالنا الموتى!
إن وجود كل واحد منا على هذه الأرض ليس أكثر من زيارة قصيرة، إذ يجهل لماذا، ولكنه يشعر كثيرا من المرات بهذا الشعور دون أن يفكر، نحن نعرف وجهة نظره فى الحياة اليومية، نحن هنا من أجل الآخرين، وقبل كل شيء من أجل أولئك الذين تمثل ابتسامتهم وراحتهم الشرط الكامل لسعادتنا، وسعادة هؤلاء الذين لا نعرفهم، والمصير الذي تربطنا بهم روابط اللطف والمحبة.
حول موضوع الغنى
أعتقد جازما أن كل ثروات العالم لا يمكن لها أن تدفع بالبشرية للأمام، حتى لوكانت هذه الثروات بيد رجل مخلص متفان قدر الإمكان من أجل تطور هذه البشرية.
وحده مثال الرجال العظام والسليمى النية، أولئك الذين يمضون نحو المبادئ والأفعال النبيلة.
إن النقود لا تقود سوى إلى الأنانية، وهى تدفع دائما بأصحابها إلى الاستخدامات السيئة.
أيمكن لنا أن نعرض صور موسى وعيسى وغاندى مسلحين ببورصة "كارينجى"؟