ضمن حلقة اللوحات التى تحقق أرقاما قياسية، أعلنت دار مزادات "سوثبى" فى بريطانيا عن بيعها اللوحة العارية "بورتريه على خلفية بيضاء" للرسام لوسيان فرويد، بعد أن بلغ سعرها فى المزاد الذى أقيم يوم الثلاثاء الماضى 29 مليون دولار، لتستمر بهذا السعر كأعلى لوحات فرويد سعرًا، بعد السعر السابق 22.5 مليون دولار.
واللوحة تجسد امرأة عارية فوق سرير بملاءات بيضاء، وهى فى الحقيقة لامرأة تدعى صوفى لورانس، فمن هذه السيدة وكيف رسمها فرويد، حتى تصبح بطلة أغلى وأهم لوحاته على الإطلاق؟
البداية كانت عام 2002، حين التقى فرويد الحفيد، مع صوفى لورانس، وكانت حينها تعمل موظفة فى دار Britain للنشر، والتقى بها لوسيان حين كانت تعمل على عرض لوحاته، فرسمها عاريةً فوق سرير بملاءاتٍ بيضاء.
السيدة التى تبلغ الآن السابعة والأربعين من عمرها، كانت عندما رسمت اللوحة فى سن الـ31، بينما كانت تعمل فى Tate Britain كمديرة إنتاج، وظلت اللوحة تحظى بالإعجاب سنوات، ولم يكن أحد يعرف إلا القليل عن هذه المرأة، والتى حكت تفاصيل رسم اللوحة، حيث أكدت أنها التقت الفنان البريطانى فى حفل عشاء، وبفضل الأجواء المتميزة أصبحا أصدقاء،ثم ذهبت فيما بعد إلى منزله.
واستذكرت "صوفى" اليوم الذى بدأ لوسيان فى رسمها، حيث أثارت إعجاب الفنان واعتذرت عن تأخرها لمدة دقيقة واحدة، على حد قولها: "لقد كان مرعباً بشكل لا يصدق، لكنه جعلنى أشعر بالراحة"، وأمضت صوفى لورانس، خمس ليال كل أسبوع على سرير للفنان على مدى ثمانية أشهر، وأكدت أن جلساتهما كانت تأتى ما بين الساعة السابعة مساء والساعة الواحدة صباحاً وبعدها كانت تأخذ سيارة أجرة إلى منزلها، الغريب تأكيدها أنه عندما تم الانتهاء من اللوحة، لم تر الفنان مرة أخرى.
وقالت "صوفى" لصحيفة صنداى تلغراف إنها لم تعلم مصير اللوحة إلا عندما أرسلت لها دار سوثبى رسالة إلكترونية تخبرها أنه من المقرر بيعها.
ولوسيان فرويد هو حفيد عالم النفس سيجموند فرويد، المولود عام 1922 فى ألمانيا وهو بريطانى الجنسية، عرف بشغفه رسم السيدات العاريات، وهو ما يظهر من كثرة لوحاته للأجساد العارية، وتوفى 20 يوليو 2011، عن عمر ناهز 89 عاما.