"رفعت الجمال" أحد أهم رجال المخابرات المصرية، الذين استطاعوا كتابة أسمائهم بحروف من ذهب فى تاريخ الجاسوسية المصرية، والمعروف إعلاميًا برأفت الهجان، نسبة إلى الشخصية التى ظهرت فى المسلسل التليفزيونى تأليف الراحل صالح مرسى.
وتمر اليوم الذكرى 91، على ميلاد رفعت على سليمان الجمال، والذى تمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة فى تل أبيب وأصبح شخصية بارزة فى المجتمع الإسرائيلى وحسب الرواية المصرية فإن الهجان قام ولسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف.
لكن بداية "الهجان" لم تكن مثالية كما كانت حياته المهنية، فبحسب كتاب "وللجاسوسية فنون" للكاتب الدكتور نبيل فاروق، فأن الجمال كان شخصيًا ضائعًا، عمل فى عدة مهن ولم يحرز نجاحا يذكر فى أى منها، والتحق بأكثر من وظيفة، وانتحل أكثر من صفة، إلى أن صار حتى بالنسبة إلى لعائلته، أشبه بشاب محتال فاشل.
ولكن يبدو أن القدر كان يعد رفعت للدور الذى لعبه، فقد مارس التمثيل فى فيلمين مع بشارة واكيم، وانتحل شخصية يهودى مرتين، مرة ليقيم علاقة عاطفية مع الراقصة كيتى، ومرة أخرى عندما ألقى القبض عليه عند الحدود الليبية.
فى ذلك الوقت لم يكن جهاز المخابرات المصرية قد تم تأسيسه بعد، عندما سقط رأفت الهجان فى قبضة الشرطة، وجذب اتهامه انتباه عبد المحسن عبد الفائق، الذى استخدمه فى البداية، وبعد أن كشف هويته الحقيقية، كعنصر للتجسس على اليهود المقيمن فى الإسكندرية، حيث انتحل شخصية يهودى يدعى جالك بيتون، من أم قبرصية وأب فرنسى، وعمل كموظف محترم فى شركة تأمين معروفة، وارتاد على نحو منتظم المعبد اليهودى فى شارع النبى دانيال، وانتظم فى الجلوس على مقاهى الكورنيش، واعتاد اليهود الجلوس معه، وكان منطويا مهذبا، مما دفعهم للتعرف عليه، والارتباط به، حتى صار واحدًا منهم.
وفى سنة 1955 ومع تأسيس جهاز المخابرات المصرية، وصار "عبد القائق" أحد ضباطها، قرر تحقيق استفادة أكبر من رفعت الجمال، بنقل نشاطه الناجح مع اليهود من الإسكندرية إلى إسرائيل، والذى نجح فى الوصل إليها والحصول على جنسيتها وصار أقوى وأنجح العيون هناك.