تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب الأمريكى الشهير أرنيست هيمنجواى، الذى أطلق الرصاص على نفسه فى صباح 2 يوليو 1960.
وفى صورة متخيلة لما حدث فى ذلك اليوم البعيد، الذى لا ينسى، استيقظ صاحب "العجوز والبحر" الحاصل على جائزة نوبل مبكرا، واتجه إلى خزانة الأسلحة وفتح بابها الزجاجى وأخرج بندقيته الأثيرة (كورونا 3)، مسح على كعبها الخشبى كما يمسح على رأس طفل، وعاد بها إلى المنضدة وسط الغرفة، وفى هدوءٍ وضع فى مخزن البندقية رصاصةً واحدة، ثم أخرج قلمًا من جيب قميصه وكتب على ورقةٍ تصادفَ وجودها على المنضدة، كانت فاتورة حساب البقالة القريبة للبيت، لم يعبأ بمحتواها، وأخذ يكتب خلفها:
"لم أعد أحتمل، إنها تلاحقنى ليل نهار، فى عينيها الجميلتين نظرة عتابٍ مروعة، لم تكن خائفةً منى، كم كنت نذلاً، لكننى لم أكن أقصد يا (آجى)، أنتِ تعرفين أننى لم أكن أقصد" وألقى بالقلم، وأمسك بالبندقية، ثم وضع الفوهة فى حلقه وضغط على الزناد.
اختلفت الأقوال فى سبب انتحار أرنيست هيمنجواى، منها إصابته بمرض (الاكتئاب)، بينما يذهب آخرون إلى أنه الحب هو السبب الحقيقى.
هل مات الكاتب الشهير من أجل امرأها أحبها؟
تزوج أرنيست هيمنجواى بـ أربع نساء، لكنه لم ينس حبه الأول للفتاة الإيطالية "أجنيس فون كورفيسكى" التى التقاها فى الحرب العالمية الأولى، كانت ممرضة فى مستشفى هناك فى الـ 29 من عمرها، وكان فى الـ 20، يكتب طوال الوقت، أحبها وهى كذلك لكنها رفضت الارتباط به، لأنها تكبره فى السن، وحين نشر أرنيست هيمنجواى روايته (وداعًا للسلاح)، جاءته رسالة على عنوان الناشر وفيها "صباح الخير يا وسيم، روايتك عظيمة، ولكنك لم تفى بوعدك، لماذا ذكرت فيها أشياء كثيرة هى كنزى وكنزك وحدنا؟ لعلك الآن تعيش قصة غرام؟ هل اخترتها فى مثل سنّك يا وسيم؟ دعنى أصارحك يا (أرني)، أنا لست الفتاة الطيبة الرقيقة التى تظنها، فلكل إنسانٍ عيوبه يا (وسيم).. لم أكن أريد أن تُشوَّه صورتى فى عينيك إذا تزوجتنى، فمن المؤكد أنك كنت ستعرف كل شىء، وكنت ستكرهنى، وهذا ما لم أكن أستطيع تصوره، (أرنى) يكرهنى؟! الموت أهون على من ذلك، حبيبتك (أجي)".
تاريخ عائلى من الانتحار
ومع ذلك يظل تاريخ عائلة هيمنجواى الانتحارى موضوع تساءل، فهو سليل عائلة اختارت كثيرًا الانتحار نهاية للحياة، فقد انتحر والده، وأختاه غير الشقيقيتين، وحفيدته بعد ذلك.