فى حياة الشعر العربى، العديد من الشعراء الكبار، الذين ارتبط شعرهم بالكثير من القضايا القومية والعربية، والتى كانت تنحاز لأبناء الوطن العربى، لكن فى حالة شعرنا اليوم، كان معاديًا لفلسطين، ومن الذين أيدوا اجتياح جيش الكيان الصهيونى للجنوب اللبنانى، وهو الشاعر اللبنانى الراحل سعيد عقل.
والشاعر سعيد عقل، والذى تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ106، إذ رحل ولد فى 4 يوليو عام 1912، وتوفى عن عمر ناهز 102 عام فى 28 نوفمير عام 2014، لم تقتصر الغرائب التى تحيط به وبأفعاله فى شعره وآرائه فقط، بل طالت علاقاته النسائية أيضا.
فالشاعر اللبنانى كانت له أكثر من خطبة لم تصل إلى الزواج، لعل أبزرها فى العام 1952، عندما أعلن خطوبته على الآنسة سعاد أبى صالح ابنة الصحفى اللبنانى يوسف أبى صالح، ورغم أنها دامت الخطوبة سنتين إلا أنها لم تصل إلى الزواج بناء على رغبته وكانت حجته كما ساقها "لست مهيئا للزواج، فى رأسى قضايا أكبر من المرأة".
أما قصة الزواج الأولى والوحيدة فى حياة "عقل" فلم تدم طويلاً، ففى 2 أبريل عام 1982، عقد الشاعر سعيد عقل، قرانه على الشاعرة آمال جنبلاط، والتى كان يكبرها بأكثر من ثلاثين عامًا، ووصفت الصحافة هذا الحدث بـ"زواج الحب والوحدة الوطنية"، لكن بعد مرور خمسين يومًا فقط، وبالتحديد فى 23 مايو، أطلقت العروس فى صدرها رصاصة، وقالت بعض الصحف نقلاً عن مصادر قضائية مسئولة "إن الظواهر والدلائل كلها تشير الى أن الفقيدة قد اختارت طريق الانتحار لوضع حد لحياتها".
القصة كما يرويها الشاعر والناقد اللبنانى عبده وازن، فى مقال نشره بجريدة الحياة اللندية بعنوان "الشاعرة آمال جنبلاط انتحرت فى مقتبل شبابها":"عندما تلقيت بعد الظهر اتصالاً من جريدة «النهار» التى كنت أعمل فيها يفيدنى بالتوجه فوراً إلى بيت الشاعر سعيد عقل فى بلدة سن الفيل، حرج تابت (بيروت الشرقية) لتغطية حادثة انتحار زوجته الشاعرة امال جنبلاط. كنت والمصور من أول الإعلاميين الذين وصلوا إلى البيت ولم يكن فيه سوى عناصر من الدرك وبضع سيدات هن قريبات للشاعرة، فى غرفة محاذية للصالون أقفلها الدرك مانعاً أحداً من الدخول، كانت المنتحرة ممدة على الأرض مضرجة بدمها وفق ما أخبرنا أحد الدركيين. لم تمض ساعة حتى وصل الشاعر سعيد عقل وما إن أطل حتى وقفت سيدتان وراحتا تصرخان بوجهه: أنت قتلتها. أنت قتلتها. بكى الشاعر بصوت أجش قائلاً: ما خصّني. ما خصّنى"، ثم دخل إلى غرفة الضيوف مع مرافقيه، وهم شعراء من مريديه.
الغريب فى موقف سعيد من رحيل زوجته، ما ذكره "وازن" فى مقالته نفسها حيث قال: "فى الذكرى الأربعين لرحيل آمال جنبلاط طلبت من سعيد عقل إجراء حوار معه لجريدة "النهار" اللبنانية، حول زوجته الشاعرة والأثر الذى تركه غيابها فى حياته، فرفض الكلام عنها وكأنه نسيها وقال لنتحدث عن لبنان. ولعله لم يغفر لها فعل الانتحار الذى تعتبره الكنيسة المارونية خطيئة".