فى ذكرى إدراجه بقائمة التراث.. الحرم الإبراهيمى أيقونة الأديان وأقدم مكان للعبادة

لم ينتصر للقضية الفلسطينية والحفاظ على هوية الأماكن المقدسة فى الأراضى العربية المحتلة، من المنظمات الدولية سوى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ولما لا فهى من اعترفت بأن القدس وأماكنها المقدسة تعد تراثا إسلاميا ولا سيادة لإسرائيل عليه، بجانب قيام المنظمة بإدراج البلدة القديمة فى مدينة الخليل والمسجد الإبراهيمى على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر. وتمر اليوم الذكرى الأولى لقرار المكتب التنفيذى لمنظمة اليونسكو، إدراج بلدة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمى، على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر بعد أن حصلا على أغلبية أصوات الدول المشاركة فى التصويت. وارتبط مقام إبراهيم أو المسجد الإبراهيمى بالعديد من الحكايات والقصص فى الأديان الإبراهيمية الثلاث "اليهودية، المسيحية، الإسلامية"، إذ يعد أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع، وهو رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين، وثانى الأماكن المقدسة عند اليهود بعد جبل الهيكل، وهو عند اليهود يعرف باسم كهف البطاركة أو مغارة المكفيلة. وبحسب ما تذكره عدد من التقارير والأبحاث، فأن الحرم الإبراهيمى والمعروف أيضا بمغارة المكفيلة والتى تعنى المقابر المزدوجة، إذ تم تصميمها بحيث يقع كل اثنين من القبور بشكل متواز جنبا إلى جنب، ووفقا للاعتقاد الدينى فأن سارة زوجة النبى إبراهيم مدفونة. يعود تاريخ المكان الذى بنى عليه المسجد إلى عهد النبى إبراهيم، والذى وُلد فى زمن النمرود سنة 1813 ق.م بحسب التلمود البابلى، وبحسب ما ورد فى التوراة، فإن هذا المكان كان عبارة عن حقل صغير فيه أشجار ومغارة مزدوجة تسمى بالمكفيلة موجودة فى طرف الحقل، وكانت مملوكة لشخص يسمى "عفرون بن صوحر الحثى" من "بنى حث" والتى كانت تسكن مدينة الخليل، وكانت تسمى "حبرون" آنذاك، فلما توفيت زوجة النبى إبراهيم سارة عن عمر 127 عامًا، أراد إبراهيم أن يدفنها، فاشترى الحقل والمغارة من عفرون بـ 400 شاقل فضة ليدفن زوجته سارة فيه وتكون مقبرة لعائلته من بعده، وعندما توفى إبراهيم سنة 1638 ق.م عن عمر 175 عامًا دفن فى المغارة المذكورة بجانب امرأته سارة من جهة الغرب، وتولى دفنه ولداه إسماعيل وإسحاق. وبحسب ما يذكره كتاب "رهاب الإسلام ورهاب اليهودية: الصورة فى المرآة" لـ إيلان هاليفى، فأن الأرض التى دفنت بها سارة داخل كهف يطلق عليه اليهود كهف البطاركة، ويعتبر ثانى الأماكن المقدسة عند اليهود بعد جبل الهيكل، وجاءت قدسيته من كونه بنى فوق مغارة دفن فيها كل من النبى إبراهيم وزوجته سارة وولدهما اسحاق وولده يعقوب، وزوجتاهما وليئة، كما أن ثمة روايات تذكر أن يوسف وأدم وسام بن نوح مدفون هناك أيضا، وهو يقع فى البلدة القديمة لمدينة الخليل. وبعد رحيل إبراهيم، بنى الملك هيرودس الكبير جدارًا كبيرًا ليحيط بالكهف، وقد تغيرت السيطرة الدينية على الموقع على مر التاريخ، حيث وجدت آثار كنيسة بيزنطية بنيت داخل الجدار حوالى عام خمسمئة وسبعين ميلادى، وتم تحويلها إلى مسجد أموى فى القرن السابع الميلادى. بدأ اليهود يصلون فى المسجد منذ عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، إلا أنه تم تقسيم المسجد إلى قسمين، أحدهما مكان مخصص لعبادة اليهود "وتم تحويل هذا القسم منه حاليًّا إلى كنيس"، والقسم الآخرللمصلين المسلمين، وقد جاء تقسيم المسجد بعد مجزرة شباط عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين، حيث قتل المستوطن الأمريكى الإسرائيلى باروخ غولدشتاين مجموعة من المصلين المسلمين داخل المسجد.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;