تمر اليوم ذكرى رحيل الإمام محمد عبده، والذى توفى يوم 11 يوليو 1905، والذى وصفه الدارسون بإمام المجددين.
عاش الإمام محمد عبده، نجما، بمعنى الكلمة، كان له شأن فى الأمور السياسية بجانب الأمور الدينية والأزهر وشجونه، حتى أنه عندما اشتعلت الثورة العرابية 1881، كان من دعاتها والمتحملين لنتائجها بعد ذلك.
فحين فشلت الثورة ودخل الإنجليز مصر محتلين، تم نفى زعماء الثورة ورحل الشيخ إلى "بيروت" وعاش هناك عددا من السنين تجاوزت الستة، ومنها سافر إلى كل من فرنسا وتونس وبالطبع سوريا.
وفى بيروت اختار الشيخ العمل بالتدريس فعمل فى "المدرسة السلطانية"، وهناك كان له منتدى علمى كما أنه تزوج بسيدة لبنانية بعد وفاة زوجته الأولى.
كما كان للشيخ محمد عبده مبادرات إصلاحية هناك فكتب لائحتين، الأولى لشيخ الإسلام فى الأستانة، لإصلاح ما انتاب الدولة العثمانية التى تضم الشعوب الإسلامية من أسقام وفوضى وفساد ومظالم، أما اللائحة الثانية فكانت موجهة إلى والى بيروت مطالباً بإصلاح سوريا.
فى عام 1884، لحق الشيخ "محمد عبده" بأستاذه "جمال الدين الأفغانى" الذى سبقه إلى "باريس"، حيث أصدرا جريدة "العروة الوثقى"، التى كانت من أشهر المجلات فى ذلك الوقت ونركت أثرا كبيرا فى كل الدول الإسلامية، حتى التى كانت ممنوعة من دخولها، إلى أن توقفت بعد ثمانية عشر عدداً فقط.
وفى 1884، أيضا سافر الإمام من باريس إلى "تونس"، حيث أقام فترة لا تزيد عن أربعين يوماً لكنها كانت ذات تأثير كبير، وتبع ذلك وجود حركات احتجاجية ومظاهرات إصلاحية هناك.
كما زار الجزائر، وكانت زيارته، برغم أنف الاحتلال الفرنسى، وعاد الشيخ "محمد عبده" من زياراته مرة أخرى إلى بيروت، وظل هناك حتى عام 1889، فقد أذن له بالعودة إلى الوطن مصر .