تمر ذكرى الـ1340، على رحيل أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر، إذ رحلت فى 13 يوليو عام 678م، وكان فى آخر عهد الخليفة الأموى الأول، معاوية بن أبى سفيان، وهى ثالث زوجات النبى، والأولى والوحيدة التى تزوجها نبى الإسلام بكرا، وفى هذه الذكرى نحاول تذكر كيف كانت الساعات الأخيرة فى حياة أم المؤمنين وما أهم ما قالته فى حضرتها.
بحسب كتاب "أمنا عائشة بنت أبى بكر الصديق" للكاتب الشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبى، فإن عائشة رضى الله عنها، استقلت بالفتوى وحازت على المنصب الجليل منذ وفاة النبى، وأصبحت مرجع السائلين ومأوى المسترشدين، وظلت فى هذه المكانة فى زمن أبيها أبو بكر خليفة المسلمين الأولى وخليفته عمر بن الخطاب.
أما عن موقف الوفاة فيذكر الكتاب عن سليمان الندوى فى ذلك حيث قال "إن نهاية إمارة معاوية كانت آخر أيام عائشة، وكانت قد بلغت سبعا وستين من العمر، ومرضت فى شهر رمضان سنة ثمان وخمسين من الهجرة، فإذا سئلت كيف أصبحت قال: صالحة، كل من يعودها يبشرها فترد عليه: يا ليتنى كنت حجرا، يا ليتنى كنت مدرة.
وأخرج ابن سعد فى طبقاته عن عبدالله بن عبيد الله بن أبى مليكة، أنه جاء يستأذن على عائشة، قال: فجئت وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقلت: هذا عبد الله بن عباس يستأذن عليك، فأكب عليك، فأكب عليها ابن أخيها، فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك. وهى تموت، فقالت دعنى من ابن عباس، فإنه لا حاجة لى به ولا بتزكيته، فقال: يا أمتاه، إن ابن عباس من صالحى بنيك يسلم عليك ويودعك، قالت فأذن له إن شئت فأدخلته.
فلما سلم وجلس قال: أبشرى، قالت: بما قال: ما بينك وبين أن تلقى محمدا والاحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، كنت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله، ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا، وسقط قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله ليطلبها حين يصبح فى المنزل، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله أن تيمموا صعيدا طيبا، فكان ذلك من سببك، وما أذن الله لهذه الأمة من الرخصة فأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيه إلا هى تتلى فيه أناء والليل والنهار، فقالت: دعنى منك يا ابن عباس، فوالذى نفسى بيده لوددت أنى كنت نسيا منسيا.
وماتت عاشة وكان أبو هريرة والى المدينة بالنيابة، فصلى على أم المؤمنين، وفى هذا يقول مسروق التابعى الجليل: لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين". وقيل سئل رجل من أهل المدينة: كيف وجد الناس على عائشة، فقال: كان فيه وكان، قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.