فى كتاب "إبادة الكتب.. تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية فى القرن العشرين" الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة، التى تصدر عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الكويت، ترصد الكاتبة والباحثة ربيكا نوث، 3 ظواهر ارتبطت بمصطلح إبادة الكتب وتدمير المكتبات منذ بدايتها حتى يومنا هذا.
تقول ربيكا نوث: مع قيام الإمبراطوريات وانهيارها. اتبعت الظروف المحيطة بتدمير المكتبات فى العادة ثلاثة أنماط رئيسية، الأول: ضياع المكتبات عرضا فى إطار الاجتياح العام للمدن والقصور والمعابد التى استولى عليها الغزاة، ووقع دمارها فى إطار طقوس دمرت فيها مدن العدو مع اشتداد المعركة، أو ثمنا لخسارة العدو الحرب، وعزز مثل هذا التدمير سلطان المنتصر وقوى قبضته.
ومع تطور النظرة إلى النصوص بوصفها ممتلكات قيمة، برز نمط ثان للتدمير: إذ أصبحت المكتبات والكتب "غنيمة" من غنائم الحروب، واستولى المنتصرون عليها باعتبارها امتيازا لهم.
أظهر الاستيلاء على مكتبات كاملة ونقلها الهيمنة بأسلوب جديد ومختلف عن تدمير، فالمهزومون شعروا بالخزى والذى بينما تعزز الإرث الثقافى للمنتصرين ومكانة مجتمعهم.
أما النمط الثالث، فتشكل فى ظل الأنظمة الدينية والأيديولوجية التى صنفت مواد معينة باعتبارها ضارة، ودعت إلى حظرها عن طريق تطهير عنيف أو تدمير انتقائى.
مكتبة الإسكندرية
على سبيل المثال، من بين تفسيرات مختلفة لزوال مكتبة الإسكندرية العظيمة نهائيا الافتراض القائل بأن التطهير المتعاقب الذى قامت به جماعات دينية للمكتبة (مسيحيون ومسلمون) كان متكررًا، وأن التدمير لم يحصل فى حادث كارثى واحد وإنما عبر الزمن. ولا تزال الأنماط الثلاثة للتدمير تؤدى إلى إبادة الكتب والمكتبات فى القرن العشرين.