أكد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن فقد الشاعرة الإماراتية الكبيرة عوشة بنت خليفة السويدى يعد خسارة عظيمة للثقافة والإبداع الإماراتيين، خصوصا لجهة الشعر النبطى والأدب الشعبي، فقد أسهمت الشاعرة المعروفة باسم "فتاة العرب" إسهامات ملموسة في تطوير الشعر النبطي عبر لغة رشيقة وعميقة تدخل في السهل المتنع، ما جعل إبداعها محل اهتمام ومتابعة من قطاعات واسعة، فقد وصلت إلى ذوق المثقف والمتعلم كما إلى أذواق الناس جميعا، وكان لكل ذلك أثره الإجتماعي إلى جانب الأثر الثقافي في مجتمع متغير بامتياز، وفي وطن شهد مرحلة نادرة من التحولات الكبرى مع تولي القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي (أغسطس 1966)، ثم توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة (ديسمبر 1971) ما حافظ معه هذا النوع من الشعر، بالتزامن والتوازي مع الوعي الذي أسس له زايد الخير، طيب الله ثراه، وهو الشاعر المتفرد، على توهجه ومكانته.
وقال حبيب الصايغ الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة إتحاد كتاب وأدباء الإمارات فى البيان الذي أصدره الإتحاد اليوم الجمعة، إن الشاعرة الرائدة عوشة بنت خليفة السويدي عنوان ليقظة المرأة ونهضة الشعر في بلادنا في آن معا، وقد أخلصت للوطن ولفن الشعر على مدى عقود طويلة من العطاء والإتقان والتفاني والإخلاص، الأمر الذي أثر على أجيال من الكتابة الإماراتية والخليجية، وارتفع بالشعر النبطي والشعبي شكلا ومضمونا درجات، فقدمت الشاعرة عوشة " فتاة العرب " خدمات جليلة لقضية الثقافة الإماراتية والهوية الوطنية، فاستحقت هذه " الشعبية العارمة "، واستحقت هذا القبول من جمهورها المتنوع.
وقال البيان أن الإبداع النبطي والشعبي جزء أصيل وعزيز من الإبداع الإماراتي في شموله وكليته، ويجب أن يعامل بما هو كذلك، سواء على صعيد الجمع والتسجيل والتوثيق، أو على صعيد الدرس بما في ذلك الدرس الجامعي، بل خصوصا الدرس الجامعي، مع ضرورة تنبيه الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية لهذا الدور المشتمل أيضا على توجيه طلاب الدراسات العليا في الآدب والنقد واللغة إلى إعداد أطروحاتهم الجامعية حول تراث الإمارات النبطي والشعبي، وهو الذي يعاني الكثير من الشح والغفلة، وهو ما لا يليق بالتوجهات الإماراتية الثقافية المعلنة، والتي تدعمها الدولة اليوم بإصدار التشريعات وإطلاق المؤسسات والمبادرات، إلى جانب تشجيع حركتي التأليف والنشر في هذا المحال، لافتا إلى أنه يتكامل ويتسق مع السياق الفصيح أو العام، ولا يناقضه أو ينفصل عنه.
وفيما دعا البيان إلى إطلاق منظمات مجتمع مدني معنية بالتراث والأدب المكتوب باللهجات العامية، طالب بيان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المؤسسات المعنية بتوثيق ودرس تراث الفقيدة العزيزة، والتراث الإماراتي الشعري بشكل عام، مشيرا إلى أهمية وضرورة الجهود الكبيرة التي بذلتها الأديبة الطبيبة الدكتورة رفيعة غباش في جمع وتقديم وإضاءة ديوان شاعرة الإمارات الكبيرة عوشة بنت خليفة السويدي.
واختتم اتحاد الكتاب بيانه بقوله: رحم الله الشاعرة عوشة، والهم أخاها معالي الاستاذ احمد خليفة السويدي ممثل رئيس الدولة، والشاعر محمد أحمد خليفة السويدى عضو اتحاد كتاب وأدباء الامارات وأهلها وذويها، وأسرة الكتابة والإبداع في الإمارات، جميل الصبر والسلوان.