بعيدا عن الشعر.. حلمى سالم يهاجم ثقافة "كاتم الصوت"

تمر، اليوم، الذكرى السادسة على رحيل الشاعر الكبير حلمى سالم، والذى غاب عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 28 يوليو من عام 2012، عن عمر ناهز 61 عاما، بعد صراع مع المرض. ويعد حلمى سالم واحدا من أبزر شعراء حقبة السبعينيات، حيث اقترن بجماعة "إضاءة" الشعرية التى كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية فى السبعينيات، ومن شعرائها حلمى سالم وحسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم، وحصل الراحل على جائزة التفوق فى الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية. قدم الراحل نحو 18 ديوانا شعريا، وترك العديد من الكتب والدراسات النقدية الأدبية، ووخلال السطور التالية نستعرض بعضا من تلك الكتب: العائش فى الحق: مختارات من الشعر المصرى القديم كتاب صدر عام 1999، عبارة عن مختارات جمعها الشاعر المصرى حلمى سالم واستخلصها من النصوص المصرية القديمة، تحت عنوان العائش فى الحق عن رغبة واضحة فى الكشف عن سلالة ونسب شعريين يتخطيان الدائرة العربية والإسلامية المعروفة على أن هذه الرغبة لا تندرج فى إطار النزعة الفرعونية التى تذر قرنها فى مصر، شأنها شأن الفينيقية فى لبنان، بين حين وآخر. الحداثة أخت التسامح: الشعر العربى المعاصر وحقوق الإنسان كتاب صدر عام 2000، عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ويتناول الكتاب كا يوضح المؤلف فى مقدمته: أن "الحداثة أخت التسامح" لا تعنى بحال أن الحداثة -عندى- نفى للصراع ودعوة إلى المسالمة، لكنها إعلاء لتقاليد "الصراع" وأصوله الإنسانية المبدئية النزيهة، هذه التقاليد التى تعنى الإيمان العميق بالتعدد، وبعدم امتلاك طرف من أطراف الصراع "الحقيقة المطلقة" وحده، وهو الإيمان الذى ينطلق من أن "قبول الآخر" هو قبول "للذات"، مثلما أن نفيه هو نفى لها. ثقافة كاتم الصوت صدر عام 2003، وهو عبارة عدة مقالات نقدية، ويسلط فيها الضوء على القمع والمصادرة التى كان يتعرض لها الفكر والثقافة تحديدًا عقب ثورة 23 يوليو إلى التسعينيات، كما يعرض الهجوم الحاد من الكاتب ضد تدخلات الأزهر بشكل خاص على الأعمال الإبداعية والفكرية، وعملية اغتيال المفكر الدكتور فرج فودة. التصويب على الدماغ كلمات فى الحرية والقمع كتاب صدر عام 2009 وهو عبارة عن مجموعه من المقالات، التى كتبت على مدار عقدين تقريبا، يجمعها رابط أساسى هو الدفاع عن حرية الرأى وما يتعرض له الرأى والاعتقاد، ومقاومة كل قمع يتعرض له الرأى والفكر والاعتقاد، سواء جاء هذا القمع من جهة السلطة السياسية، أو جاء من جهة التحكم باسم الدين، أو جاء من جهة التحالف بينهما: السلطة والدين. الشعر والتصوف والثورة كتاب صدر عن الهيئة العامة للكتاب، عبارة عن مقالات متنوعة حول الشعر، نظراً وتطبيقاً، يربطها رباط مثلث الخيوط، الأول هو الاعتقاد الراسخ بأن الشعر ابن عصره ومن ثم فهو يتغير بتغير العصور، والثانى أن الشعر يتأبى على أى صناديق مغلقة أو أى أقفاص حديدية، وما نفعله حينما ننظر إليه ليس سوى اقتراحات غير نهائية، والثالث أن الشعر عديد وكثير، يأتى من ألف مصدر ومصدر وليس له نبع واحد وحيد.