تلفّت..
أنا هنا
قمر دمشقى
يرسل الفضة عبر نافذتك
يرتدى حلمك
يهدهد وسادتك
يقول لك:
كن أنا
*
حارساً
يتعشق ليل أغنيتى الأخيرة
يتوسد فراغى
فراشةً بيضاء
يذوّب حبر النهار فى كلينا
يصوُغنى خيطاً
نسيج عينيك
حبيبى
*
باذراً
يحقن سماء وجهى
سحباً من غبار طلعك
يرفعنى
حمام ضوء
لا ينطفأ
نجمتى
*
واهباً
يعزف صباحى المفرد
يختصرنى عشبة على حجرك
ينكسر حرفاً
حين ترتجف شفتى بك
صوتي
*
راقصاً
يهبّنى تلفت الغزال
خاصرة أفق بعيد
يضعنى زهر ليمون
فى كأس شايّك
حاستى
*
فارساً
يترجل صهوة الماضى
يتفتح سوسنةً
تعطرنى رائحة جسد
سريرى
*
هاتفاً
يملأ كأس رحيلي
بموسيقا الفناء
يخطنى سطراً فى كتابك
يعتمرنى ظلاً
يقول لي:
أنتَ لى
قدرى
*
رسولاً
يمُدّنى موجاً
يتدثرنى ضفيرة حورية
تبحث عن نصفها فيك
يغرقنى
سيدى
*
طبيباً
يمسح برأس أصبعك
غفلة الكلس عن حلمتى
يشكّل نهداى بتموج الأزرق
يتشهانى كموتٍ
أو كمنفى أخير
شاعرى
*
عازفاً
ينحدر عبر عامودى الفقرى
ينبوعاً أو إظفراً
يحُكَّ اسمى
يتوار فى غبش الارجوان دماً
يتولدنى
طفلى
*
غريباً
يطيّر توأمى حجل
رخام الحاضر
ينكسر إيقاع الصدفة
ينهار تردد الشتاء
نيسانى
يطوقنى
كمقعد حجرى
ثوبى
*
كوّناً
تعانقني
و لا تتلفت
تنظر فى المرآة..
مرآتى
وجهك
تتقمصني..
تحرك الأرض من تحتى
سنتيمتراً واحداً
تصيرُ
أنا