ينظم المركز الدولى للكتاب، ندوة لمناقشة رواية "السيدة "، والتى صدرت عن الهيئة مؤخرا، للكاتب الصحفى محمد القصبى، يوم الأحد 15 أغسطس، فى تمام الساعة الخامسة عصراً.
حيث يشارك فى المناقشة النقاد الدكتور يسرى عبد الغنى الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والدكتور إسماعيل عزوز أستاذ الأدب فى الألسن، والسيناريست الكبير محمد السيد.
وقال القصبى، إنه أنجز روايته فى أغسطس عام 2002، وحالت بعض اﻷسباب دون صدورها فى ذلك الوقت، وتتعرض الرواية لقصة حب ربطت بين صحفى مصرى خلال عمله فى دولة خليجية وخبيرة أمم متحدة تنتمى ﻷسرة ثرية ولها مكانتها اﻻجتماعية، ومن خلال تلك العلاقة تخوض الرواية فى اﻷوضاع السياسية التى عصفت بالمنطقة العربية خلال حقبة التسعينيات، والعلاقات الشائكة بين عدد من الصحفيين المصريين الذين يعملون فى تلك الدول والتنازلات التى قدمها بعضهم بما يمس ليس فقط أخلاقيات المهنة وإنما أيضا ثوابت اﻻنتماء الوطنى.
وأوضح القصبى، تتماوج اللغة مابين رقرقة النهر وهدير المحيطات لتعبر عن تباطؤ المشاعر أو تسارعها باقتدار كما تبدو فى تجسيد المؤلف لحالة الهذيان التى داهمت بطل الرواية منتصر السيناوى، حين ماتت زوجته "..أتذكر أنك أخبرتنى من قبل أنك سترحلين في عيد ميلادك الثاني والأربعين .. فلم اختصرت من عمري الحقيقي تسع سنوات وستة أشهر وسبعة أيام ..؟! ياإلهى امنحنى القدرة على أن أضحك.. أقهقه .. فتلك خير نهاية لقصة عن الموت وعدتك بأن أكتبها ولم أفعل قط ..!! أندفع فى جنون نحو الفراش لأزيح الغطاء عن وجهك .. رغبات محمومة تدفعنى لأن أحتضنك .. أعتصرك .. أنتزعك من الموت .. أو أنصهر فيك ..تراجعت .. أسافر عبر صفحة وجهك .. لم أرها طيلة سنواتنا الثمانى نبعا لكل هذا الصفاء .. خيل إلى أنك تبتسمين ..كأنك تؤكدين ماقلته لي من قبل :
ـ كما ترى .. ها أنا لاأخاف الموت ..
ورسالة أخرى قرأتها في شفتيك الصامتتين :
ـ دائما كنت تقول لي ساخرا : إن كل هواجسنا حول الموت تتبدد حين يذهب أحدهم ويعود ليخبرنا ماذا هناك ..! وها أنا أقول لك : الأمر كله رائع أكثر مما يصوره لك خيالك ..
انحنيت على وجهك .. لثمته بشفتي ..للمرة الأخيرة وصوت خالتك يلهث خلفي محذرا : لاتقبلها .. تقبيل الموتى حرام ..!
الموتى ..! أأصبحت تصنفين منهم ..! لم يكن هذا في تخطيطنا قط ..!! "
والموت إن كان يطل من بين صفحات رواية السيدة بقوة عبر رحيل أكثر من شخصية ، فيبدو أن تلك سمة مشتركة في كل أعمال الكاتب محمد القصبي ، فروايته عراف السيدة الأولى انتهت سطورها الأخيرة بانتحار العراف منذر عبد المهيمن ،بينما انتهت رواية الخليفة بموت الشاب طاهر ابراهيم ، ورواية عائلة صابر عبد الصبور بوفاة الفلاح صابر عبد الصبور، أما رواية مالم تقله النساء فقد انتهت بمقتل البطلة الدكتورة زينب الحناوى أستاذة الأدب الانجليزى ذات التوجهات العلمانية على أيدي إحدى الجماعات السلفية .
وأكد المؤلف أن روايته الجديدة التي يعكف على كتابتها الآن "رسائلى إلى سما حبشى " تنتهي أيضا بموت البطلة، لكنه موت رمزى داخل شرايين حبيبها الذى كابد لإنهائها من عالمه بعد خيانته له وينجح .