يفترض أن الرياضة شيء بعيد عن السياسة والدين، لكن يبدو أن ذلك مجرد شعارات يرفعها بعض الرياضيين من دعاة المثالية، فالرياضة أصبحت تتدخل فى السياسة بشكل واضح، وربما آخر هذه التدخلات، تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بوقف الدعم عن الدول التى لن تقف بجوار الملف الأمريكى لاستضافة كأس العالم 2026، قبل أن تفوز به الولايات المتحدة خلال يونيو الماضى.
الدين أيضا له باع طويل مع الرياضة، فدولة مثل لبنان، ورغم انتهاء الحرب الأهلية فيها إلا أنها لا تزال الطائفية فيها تسيطر حتى على حساب الانتماءات الرياضية.
"هناك واقع معين لا نستطيع أن نهرب منه واليوم لا نستطيع أن ننكر أن الطوائف والفئات السياسية تحتضن ليس فقط النشاطات الرياضية بل الاجتماعية والثقافية والطبية"، كان ذلك على لسان بهيج أبو حمزة رجل الأعمال اللبنانى المعروف بانتمائه وتمويله لنادى الصفاء الرياضى اللبنانى، والذى وصفه فى حديثه أيضا فريق النجمة بأنه يدين بولائه للطائفة الشيعية.
وبحسب تقرير نقله موقع "جنوبية" الاخبارى اللبنانى بعنوان "الطائفية تنخر كرة القدم"، فأن جمهور كرة القدم اللبنانية انتقسم انتمائه الطائفى، فنادى النجمة اللبنانى وهو صاحب الشعبية الجماهيرية الأكبر فى لبنان، محسوب على الطائفة الشيعية.
ووفقا لما نشر بجريدة الشرق الأوسط اللبنانية، فإن الاعتبارات الدينية تغلب على الانتماءات الرياضية وتتحكم فيها، مشيرة إلى فترة الأربعينات والخمسينات، حيث سيطرت الأندية المسيحية على الكرة هناك، وفى مطلع السبعينات من القرن الماضى عندما افتتح نادى النجمة البيروتى هيمنة الأندية الإسلامية، على البطولات.
ويشير التقرير إلى أن النجمة أسس عام 1945 على يد مجموعة من الشبان الدروز والسنة فى رأس بيروت، إلا أنه حظى بشعبية متزايدة فى الأوساط الشيعية لاحقاً ولمع لاعبون وإداريون شيعة فى صفوفه وفى إدارته.
فيما يقول الصحفى اللبنانى المتخصص فى علم الاجتماع عصام سحمرانى، إن شيعة بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع يصبغون نادى النجمة اللبنانى، بصبغتهم الطائفية التى تؤهل النادى لأن يكون صاحب أكبر قاعدة جماهيرية بين النوادى اللبنانية.