أعاد الباحثون الحياة تقريبا إلى خارطة تعود إلى عام 1491، والتى أثرت على الأرجح فى تصور كريستوفر كولومبوس للجغرافيا فى العالم.
واستخدم الباحثون التكنولوجيا المتطورة لإيضاح الخريطة التى بهتت رموزها، واستخدم الفريق عددًا من الأطوال الموجية المختلفة لتصوير الخريطة، كذلك الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء.
وقال تشيت فان دوزير، عضو مجلس إدارة مجموعة التصوير متعددة الأطياف المعروفة باسم "مشروع لازاروس" بـ روتشستر فى نيويورك، لموقع livescience، إن الباحثين انتشلوا هذا الإنجاز من خلال التحول إلى التصوير متعدد الأطياف، وهو أداة رقمية قوية يمكنها استعادة النصوص والصور على الوثائق التالفة.
وقال فان دويزر: "تقريبا كل الكتابة على الخريطة قد تلاشت، مما جعلها شيئا غير قابل للتدقيق تقريبا"، لكن بعد أن كشف التصوير الفائق عن تفاصيل الخريطة، تمكن من إظهار أن هذه الخريطة التى تعود إلى 527 عامًا لم تؤثر على كولومبوس فحسب، بل كانت أيضًا جزءًا لا يتجزأ من الخريطة الأسطورية لـ Martin Waldseemüller 1507، والتى كانت أول من أطلق على العالم الجديد اسم "أمريكا".
وتظهر الخريطة - التى أنشأها رسام الخرائط الألمانى Henricus Martellus فى فلورنسا - العالم كما عرف الغربيون ذلك فى عام 1491، قبل أن يبحر كولومبوس مباشرة. فى خريطته التى يبلغ ارتفاعها 4 أقدام وعرضها 6.6 قدم (1.2 متراً)، و تقع أفريقيا (على الرغم من أنها غير متجانسة إلى حد كبير) على اليسار، ثم أوروبا، واليابان تقع بالقرب من الزاوية اليمينية المتطرفة، وبطبيعة الحال لا تُظهر الخريطة أمريكا الشمالية والجنوبية، التى كانت لا تزال غير معروفة للعالم الغربى.
الخريطة قديمة جدا، ويقال إنها تنتمى لعائلة فى توسكانا بإيطاليا لسنوات قبل أن تعود إلى الظهور فى برن بسويسرا فى الخمسينيات، بعد ذلك تم بيعها والذى اشتراها رفض ذكر اسمه وتبرع بها إلى جامعة ييل فى عام 1962.
وحصل "فان دويزر" على منحة من الصندوق الوطنى للدراسات الإنسانية، بالتعاون مع مشروع لازاروس، وأمضى عشرة أيام فى تصوير خريطة مارتيلوس فى مكتبة بينيل فى جامعة ييل.
بالنسبة للمبتدئين، لا تحتوى الخريطة على وحوش البحر، كما تفعل العديد من الخرائط الأخرى من عصر النهضة. ذلك لأن العديد من رسامى الخرائط لم يكونوا رسامين بارعين وكانوا فى كثير من الأحيان يدفعون فنانًا لرسم الوحوش لهم. وهذا، بدوره زاد من تكلفة الخريطة، والتى لم يكن بمقدور أعضاء اللجنة تحمل تكاليفها فى بعض الأحيان، كما يقول فان دويزر.
أما بالنسبة لكون الخريطة مصدر إلهام كولومبوس، فربما رأى الرحالة الشهير هذه الخريطة (أو على الأقل نسخة أخرى منها)، كما قال فان دويزر.
وفى سيرته الذاتية أشار فرديناند كولومبوس إلى أن والده ظن أن اليابان تدور من الشمال إلى الجنوب، كما هو الحال فى هذه الخريطة.