يعد الطواف بالكعبة أحد مناسك فريضة الحج، والذى يستعد ملايين المسلمين لأدائها خلال الأيام المقبلة، ضمن شعائر الركن الأعظم من أركان الإسلام، والأقدس لدى المسلمون.
ويطوف حولها الحجيج من زوار بيت الله الحرام أثناء أداء فريضة الحج، ووفقا للمعتقد الإسلامى فهى أول بيت يوضع فى الأرض، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة، إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة، يعتقد المسلمون أن من بنى الكعبة أول مرة هم الملائكة قبل آدم، وذكرت فى القرآن بعدة أسماء منها البيت العتيق، البيت، الكعبة، البيت المحرم، أول بيت.
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل، ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً، ويبلغ طول ضلعها الذى به بابها اثنا عشر متراً، وكذلك يكون الذى يقابله، وأما الضلع الذى به الميزاب والذى يقابله، فطولهما عشرة أمتار.
يعتقد المسلمون أن أول من بنى الكعبة هم الملائكة، وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت عدة مرات عبر التاريخ؛ على يد: الملائكة وآدم وشيث بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصى بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هـ، والحجاج بن يوسف عام 74 هـ، والسلطان مراد الرابع عام 1040 هـ، والأخير وضع الباب المذهب الموجود حاليا للكعبة.
وبحسب كتاب "تفسير السمعانى 1-4 ج 1(ص98)" تأليف أبى مظفر منصور بن محمد/السمعانى المروزى، فإن الله تعالى بنى فى السماء بيتا هو البيت المعمور، ويسمى صراح، وأمر الملائكة أن يبنوا فى الأرض الكعبة على قدره ومثله، وقيل أن أول من بنى الكعبة هو آدم، فاندرس ذلك زمان الطوفان، ثم أظهره الله تعالى لإبراهيم حتى بناه، وذلك وفقا لما ذكر فى الأخبار الطوال للمؤلف أبو حنيفة الدينورى.
ويذكر الكتاب أيضا عن بن كثير، أن الناس اختلفوا حول أول من بنى الكعبة، فقيل الملائكة قبل آدم، وروى عن هذا أبى جعفر الباقر محمد بن على بن الحسين، وقيل أدم رواه عبد الرازق بن جريج وسعيد بن المسيب وغيرهم، أن آدم بناه من خمسة جبال من حراء وطور سيناء وطور زيتا وجبل لبنان والجودى، فيما روى ابن عباس وكعب وقتادة وهب أن أول من بنى الكعبة هو شيث عليه السلام، وهو مما لا يصدق ولا يكذب لدى أهل الكتاب.
فيما يذكر كتاب "جامع الآثار فى مولد النبى المختار (ص) 1-7 ج3" لـ أبى عبد الله محمد/ابن ناصر الدين الدمشقى، بأن الكعبة بنيت عدة مرات واختلف فى عدد بنيانها، فقيل بنيت عشر مرات منها الملائكة ومنها آدم ومنها أولاده، ومنها الخليل إبراهيم.
وبناء إبراهيم كان رضما غير مسقوف، ومنها بناء العمالقة، ومنها بناء جرهم، ومنها بناء قصى بن كلاب، وهو أول من سقف الكعبة، ومنها بناء قريش، ويذكر عن أبو الطيب الحسنى فى "التاريخ": ولقيت بخط عبد الله بن المرجانى أن عبد المطلب جد النبى بنى الكعبة بعد قصى وقبل بناء قريش.
فيما يذهب كتاب "اغتيال العقل الشيعى" لـ عل الكاش، ما نسبه للدكتور ر الدكتور على حسنى الخربوطلى أحد رواد التاريخ الاسلامى، أن الوثنين العرب هم من بنى الكعبة الحالية فى مكبة لعبادة كوكب زحل والأصنام، وكان العرب يحجون إليها لتعظيم اصنامهم فيها، بدليل أن النبى عندما دخل مكة منتصرا وقت الفتح، كسر الأصنام التى وجدها فى الكعبة.