تقدم عدد من الدول على خطوة حذف أصفار من عملتها المحلية، فى إطار خطة اقتصادية لمواجهة التضخم الكبير فى العملة، ولمواجهة الانهيار الاقتصادى المحتمل، كـ حل قد يكون من شأنه خفض التفاقم الاقتصادى.
وكان آخر تلك الدول التى كانت حذفت أصفارا من عملتها هى فنزويلا، حيث ألغت يوم أمس الاثنين، خمسة أصفار من الأسعار فى إطار خطة اقتصادية على نطاق أوسع يقول رئيس البلاد نيكولاس مادورو إنها ستروض التضخم المنفلت، ومن قبلها أقدمت عدة دول على منها الجزائر 2016، وقبلها الجمهورية الإيرانية 2017، ومن قبلهم حذفت زيمبابوى 3 أصفار من عملتها عام 2003، والسودان حذف صفرين عام 2007، وألغت بوليفيا ثلاثة أصفار عام 2008، وأزالت رومانيا أربعة أصفار من عملتها عام 2005، وقامت تركيا بشطب ستة أصفار من عملتها عام 2005.
لكن يبقى السؤال الذى يدور فى أذهان بعض المواطنين من غير المتخصصين فى الشئون الاقتصادية، ما معنى حذف أصفار من العملة وما هى جدوها فى مواجهة الأخطار الاقتصادية؟
بحسب الخبير فى الشئون الاقتصادية أنيس ديوب، فى مقالة نشرت له بمجلة " arabianbusiness" الاقتصادية، عن قيام العراق المزمع بحذف 3 أصفار من عملتها المحلية، هو وضح أن حذف 3 أصفار من الدينار، فمعنى ذلك أن قيمة الورقة من فئة 5000 دينار مثلا، ستستبدل بورقة أخرى قيمتها 5 دنانير.
ويشير "ديوب" إلى أن الهدف الوحيد من حذف الأصفار من العملة المحلية هو تسهيل عمليات الشراء والبيع، والتخفيف من حمل كميات كبيرة من الأوراق النقدية، وربما إعطاء دفعة نفسية إيجابية للمواطن، بحيث يشعرون، ولو من باب الشعور فقط، بأن القوة الشرائية لعملته كالدينار العراقى، أصبحت أفضل.
وهو ما أكده الدكتور نور الجوادى الخبير الاقتصادى فى حوار جريدة "التحرير" الجزائرية، مشيرا إلى أن إذا افترضنا حذف صفرين، فالدينار الجزائرى الجديد سيساوى 100 دينار قديم، بهذا المعنى أن سعر الدينار الجديد سوف يساوى تقريبا سعر صرف الدولار ولكن يبقى اسميا فقط، لكن واقعيًا القدرة الشرائية للدينار ستبقى نفسها، فمثلا فى شهر رمضان، قيمة زكاة الفطر نقداً مبلغ 100 دج سوف نخرجها 1 دج، والقيمة نفسها بالنسبة للمغترب الذى أحضر معه اليورو من الخارج سوف يخرج فى كلتا الحالتين 1 يورو تقريباً.
وأضاف "الجوادى" أن الحذف هو بديل إصدار فئات ورقية كبيرة، فحذف الأصفار يضخم من حجم أكبر فئة دون الحاجة لإصدار أى فئات جديدة، وبالتالى توفر الدولة تكاليف الطبع والصك لتلك الفئات الجديدة، والتى تقدر بملايين الدولارات.فمثلا، بدل إصدار فئة ورقية بقيمة 10000 دج (مليون سنتيم) يكفى حذف صفر من العملة فتصبح فئة 1000 دج الحالية تعادل قيمة هذه الورقة الجديدة.
وبحسب المحلل الاقتصادى أحمد مصبح، فى تصريحات لجريدة "الخليج" الإماراتية، إزالة أصفار من العملة قد يكون لها أضرار ولها إيجابيات فأضرارها تأتى إذا لم تكن العملية مصحوبة بخطط وإصلاحات اقتصادية واضحة، وتتمثل هذه التكاليف فى رفع الأسعار بالمتاجر والمطاعم، وخلق مشاكل فى تحديد الأسعار، ورفع تكاليف إصدار العملات الجديدة وسكها.
أما الشق الإيجابى يتمثل فى تنفيذ الصفقات المالية بصورة أبسط، وتقوية العملة الوطنية وقيمتها مقارنة بالعملات الأخرى، وسهولة الحصول على الائتمان الدولى.