حاول ريمى ريفيل، باعتباره متخصصا فى دراسة وسائل الإعلام والمجال الرقمى والصحافة والإنترنت، فى كتابه "الثورة الرقمية، ثورة ثقافية؟" إثارة التفكير فى ظهور العصر الرقمى فى سياق نمط مزدوج يتعلق بالتقنية والدراسات الثقافية. والفكرة الأساسية لهذا الاختيار هى أن الرقمى يعتبر مجالا تتعايش من خلاله المنتجات الثقافية على اختلافها مع الأقطاب التكنولوجية.
فى كتابه "الثورة الرقمية، ثورة ثقافية؟" الصادر عن سلسلة عالم المعرفة، التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الكويت، والذى ترجمه سعيد بلمبخوت، وراجعه الزواوى بغورة، يطرح ريفيل العديد من التساؤلات، من قبيل مزايا انتشار المعلومة وتأثير التكنولوجيا الحديثة على تصرفاتنا الشخصية والجماعية، وتقييم كيفية التصرف والتكفير والمعرفة.
ويرمى ريفيل إلى توضيح ما هو الرقمى بالنسبة إلينا كأفراد، وبالنسبة إلى غيرنا كمجتمع، وهل يعزز، كما يؤكد على ذلك دائما، أحد أشكال المؤانسة الجديدة عبر الربط والتعبير للأفراد (تعليق، أو حوار، أو إبداء الرأى؟" ثم يتساءل عما يغيره الرقمى عند الولوج إلى المعرفة، والمعلومات (المعطيات، المؤلفات، الأفلام..) هل يشجع شكلا جديدا من الإبداع، وتبادلات جديدة للمضمون وإنتاجات ذاتية (موسيقى، أفلاما، ألعاب فيديو) وهل يشكل مصدرا حقيقيا للتجديد الثقافى؟
كما يتطرق أيضًا إلى ما يغيره الرقمى مع الوصول إلى المعلومة (بمعنى الخبر) وما يتعلق بالآراء والتمثيلات فى المجال السياسى، وهل يعمل على تيسير نقاش الأفكار، ومزيد من التحاور، وتوسيع المجال العمومى، والديموقراطية التشاركية.
أيضًا، يخصص حيزا للحديث عن الملفات الشخصية، لا سيما لدى الشباب، ويناقش مسألة عدم التكافؤ السوسيو - ثقافى فى مجال استخدام تكنولوجيا الإعلام والتواصل والاختلافات من حيث استعمال الإنترنت، للتأكد من وجود شرخ رقمى.