صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية بعنوان "بيت جدى" للكاتبة السعودية فاطمة بن رافعة "بنت السراة"، وتقع الرواية فى 280 صفحة من القطع المتوسط، وتدور حول الأم التى تكون هى السبب فى موت أحد أبنائها عن قصد أو دون قصد.
ضمن رؤية نفسية اجتماعية تبحث رواية "بيت جدى" كما تذكر الدار فى بيان صحفى داخل فكرة "الفقد" المفاجئ للولد وانعكاسه على الأم، حيث يتوقف الزمان والمكان لديها فى اللحظة التى تفقد فيها أحد أبنائها. تلك هى حال بطلة الرواية الأم التى أصبحت جدة وما زالت تنتظر رجوع صغيرتها "مريم" عند عتبة بيتها، موزعة نظراتها التائهة ما بين الشارع والبابُ الذى يوصد أمامها كل يوم وأيادى عائلتها الممدودة بصبر أمامها، فتستجيب لهم بدمعتين شحيحتين تظلان عالقتين بأعلى خدها حتى تُودَع فى فراشها.
إنه الموت المفاجئ لابنة الثمانى سنوات التى خرجت ذات يوم حية وعادت ميتة أمام عينى والدتها، بعد أن ضربها دراج فطارت مسافة ستة أمتار فى الهواء ثم هَوَت مفلوقة الرأس عند عتبة "بيت الجد" وتحت أقدام أمها المذهولة، وهروب صاحب الدراجة الحمراء ناجياً بنفسه من العقاب منطلقاً إلى الحياة، والوظيفة، والزواج، والأولاد.
بعد حادثة موت "مريم"، تنقلب حال سيرة العائلة الكبيرة بأكملها وتتغير أحوالها، وتتوقف ذاكرة الأم ربع قرن من الزمن. يكبر أولادها الذكور منهم من يتزوج ومنهم من يطلق، ومنهم من ينجب.
وكانت "فرح" ابنة عبد الكريم الابن الثانى للعائلة التى توكل إليها الكاتبة مهمة سَرد حكاية بيت جدها وجدتها وأولادهم وأزواجهم وأحفادهم؛ وحكايتها هى مع أمها وأبيها اللذان انفصلا بعد ثلاث سنوات زواج بسبب رفض أمها التخلى عن الوظيفة، كما تصف "فرح" مشاعرها خلال غياب أمها عنها عشرون عاماً على أثر هذا الانفصال؛ حيث تعيش الفتاة متنقلة بين بيت الجد والأعمام والأب الذى تزوج من امرأة أخرى عاملتها بقسوة وآذتها نفسياً وبدنياً.. حتى التقت بأمها صدفة! وهنا المفاجأة التقتها فى عزاءِ من قَتَلَ عمتها مريم وهرب.
فتكشف الرواية عن طريق "فرح" سره.. مَنْ هو.. وكيفية هروبه من الحى.. زواجه وبناته مروراً بابنه السجين واحتضانه للطفلين، ثم موت الطفلين بالدباب (الدراجة النارية) التى اشتراها لهما جدهما، إلى حادثة موته الأليمة خوفاً من الفتاة الصغيرة "مريم" التى طارده شبحها حتى ألقى بنفسه من غرفة نومه من الطابق الثانى ليسقط بعد أربع ليال من موت ولديه جثة هامدة.. لقد تحققت عدالة السماء أخيراً . ولكن، هل ستعود إلى الجدة ذاكرتها وتتوقف دموعها؟.