قليلة هى الكتب الصادرة بالعربية عن مشاريع بحثية، وقليلة هى الكتب التى تتناول التأثير العربى فى أفريقيا، لذا جاء صدور كتاب (تراث مخطوطات اللغات الأفريقية بالحرف العربى) فى مجلدين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والمعهد الثقافى الأفريقى العربى فى مالى، وهو من تحرير وتقديم حلمى شعراوى، أبرز الخبراء العرب فى الثقافة الأفريقية.
14 باحثا من مصر والسنغال وموريتانيا والنيجر وعمان وغينيا ونيجيريا، هؤلاء كشفوا لنا مئات المخطوطات الأفريقية المكتوبة بالحرف العربى، حلمى شعراوى أفاض فى تقديمه للكتاب لكننى أستطيع أن أقف عن رؤيته الفلسفية لموضوع الكتاب، فهو يرى أن: تراث الشعوب إنما يتعلق بجذور هويتها، ومواقعها فى التاريخ، وأن وعى الذات فى الحاضر لا يمكن أن يقوم على نفى مسبق لهذا التراث وفق أى تبرير، وأن الحاضر نفسه يفسر الماضى أو يفسر به، ويرى حلمى شعراوى أيضا أن التراث ليس بالضرورة قوة قهر للحاضر حين نستعيده ونستحضره، ومن ثم فإن اللغة العربية لدى الشعوب الأفريقية غير الناطقة بها ليست مصدرا وحيدا لتاريخها.
سنتوقف فى هذا الكتاب عند ثلاث لغات أفريقية كتبت بالحرف العربى هى:-
الملجاشية: اللغة الملجاشية هى اللغة السائدة فى جزيرة مدغشقر Madagascar، والتى عرفت منذ الفترة ما قبل الاستعمارية باسم جزيرة ملجاش نسبة إلى إحدى ممالك الأغلبية ذات الأصول الإندونيسية والماليزية على الساحل الشرقى للجزيرة، مما جعل ماركو بولو يسميها Matacaci نسبة للمملكة التى نزل بها وترجع لأفريقيا جنوب الصحراء. وقد فرض الفرنسيون اسم "مدغشقر" على الملك راداما الأول مطلع القرن التاسع عشر عندما وقعوا معه الاتفاقيات وقدموا له أختام المملكة باسم مدغشقر عام 1819.
وقد وصل الرحالة العرب إلى الجزيرة مبكرا، فسماها ابن حوقل (ت 990م) فى "صورة الأرض" والإدريسى (ت 1154م) فى "نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق" أنها جزيرة القمر الكبيرة، واستمرت تسميتها كذلك عند بقية الرحالة العرب الذين تحدثوا عنها بعد ذلك مثل "الياقوت" (ت 1223م) فى "معجم البلدان"، وابن سعيد الشيبانى (ت 1230م) فى القرن الثالث عشر "تاريخ المستبصر" حتى ردد البرتغاليون الاسم بعد ذلك فى القرن 16و 17 مع بداية نشاطهم فى المحيط الهندى.
أما الهجرات العربية إلى الجزيرة فهى مبكرة بدورها ولابد أن ترتبط عموما بالهجرات الآسيوية سواء من شرقى آسيا (أندونيسيا وماليزيا والهند)، أو من غربها (الجزيرة العربية).
وهى هجرات تمتد لقرون؛ وإن عرفت العربية منها إلى الساحل الشرقى للجزيرة شمالا وجنوبا فى وقت مبكر خاصة، مع انتشار الإسلام فى القرن الثامن والتاسع الميلادي. وعلى نحو آخر كانت الهجرات "السواحلية" من الساحل الشرقى لأفريقيا إلى الجانب الغربى من الجزيرة، ولذا أطلق عليها بعض المؤرخين العرب "أرض الزنج" مثل زنجبار وغيرها. وكما اختلطت العربية باللغات البانتوية ووحدتها "السواحلية" فى شرقى القارة مبكرا، فإن الملجاشية بوصفها لغة مثلت الخليط الآسيوى الأفريقي- العربى بدورها. ومن الطبيعى أن تبادر ممالك تقليدية متقدمة فى الجزيرة إلى الكتابة بلغتها؛ فكتبت لفترة طويلة بالحرف العربي، بما يرجعه كثير من الباحثين الفرنسيين إلى ما بين القرن الثانى عشر والرابع عشر، حتى اضطرت البعثات التبشيرية الأولى (القرن 17) لتعلم قراءة النصوص الملجاشية المكتوبة بالحرف العربى.
ويذكر لودفيج مونتى أن هناك 7000 صفحة من مخطوطات هذه اللغة فى المكتبة الأكاديمية بالنرويج، كما يذكر مواقع هذا التراث فى أكاديمية العلوم بجامعة أنتا ناريفو، والمكتبة الوطنية فى باريس وفى لندن فى حدود ما حصره بنفسه ليختار من بينها نصا طويلا هاما خلال دراسته لتراث هذه اللغة، والذى أصدره 1982 باسم "تراث الملجاشية العربية La Tradition Arabico –Malgache…. 1982 واخترنا التعامل مع ثمانى عشرة صفحة من بين 73 صفحة تشكل مجمل المخطوط الذى أفرد له "لودفيج مونتي" الدراسة فى كتابة القيم عن "التراث الملجاشى العربى". حيث يعتبر "مونتى" هذا المخطوط هو النص المتكامل والأوفى بين النصوص الملجاشية بالعربية بعد فرزه لمختلف النصوص فى مختلف المواقع.
ولست هنا بصدد تقديم دراسة لغوية أو أدبية أو توثيقية عن المخطوطات حيث أفرد له مونتى حوالى 220 صفحة لدراسته وكتابة الملاحظات والشروح اللغوية والتاريخية له بما يستطيع أن يرجع له القارئ ويوجد من مخطوطات هذه اللغة 7 آلاف مخطوط فى النرويج، وتوجد مخطوطات أخرى فى المكتبة الوطنية بباريس وفى لندن.
الهاسا: قد لا تعتبر لغة الهوسا أكثر لغات غرب أفريقيا حضورا بين أهلها من النيجيريين- حيث تنافسها الفولا واليوروبا فى هذا القطر- ولكن التعامل بها على أوسع نطاق جغرافى فى المنطقة جعلها مثل السواحيلية والعربية، ضمن أكبر اللغات التى يرد ذكرها حين نتحدث عن اللغات الأفريقية على مستوى القارة، باعتبار صلاحيتها للاعتراف بها كلغة مؤتمرات أو لغة علمية.. إلخ.
ولغة الهوسا- كلغة من العائلة التشادية- يمتد التحدث بها كما يرد ذكر ذلك فى معظم المصادر من شمال نيجيريا إلى النيجر وتشاد وغانا والكمرون والسودان أو ما يعرف ببلاد السودان الأوسط والغربي. ومن هذه الوضعية العابرة للأقطار- African inter، تكتسب الهوسا صفتها القارية وسمعتها العالمية. وينعكس هذا الانتشار للغة الهوسا على تعدد ملحوظ فى لهجاتها من "كانو" إلى "سوكوتو" إلى بلاد "كانم وبورنو" فى حوض بحيرة تشاد إلى "داجومبا" فى غانا، و"زندر" و"تاوا" فى التيجر.. إلخ، ويطلق عليها البعض كلمة "زانجو" Zango أو "زونجو" فى بعض المناطق التى تتحول فيها "الهوسا" إلى لغة تعامل تجارى فقط فى بعض أسواق غرب أفريقيا لأنها بدأت كلغة مشتركة فى مناطق توقف قوافل التجارة.
وقد دار حوار واسع عن أصل شعب الهوسا، شغلت به المدارس العلمية فى جامعات شمال نيجيريا خاصة، وهو حوار شيق ولكنه لا يخص هذه الدراسة التى تربط فقط بين ما تستقر عليه الأغلبية عن حضور "أهل الهوسا" فى التاريخ وخاصة الوسيط والحديث وبين استعمال اللغة المعبرة عن هؤلاء الأهالى ومن ثم كتابتها، وعلاقة كل ذلك بالعلاقة مع الثقافة العربية ولغتها، وفى هذا الصدد نجد أن الحوار لا يستقر على حال، فمن القائلين بأن "أهل الهوسا" إنما جاءوا مع وفود الموجات الشمالية من القوافل عبر خط طرابلس- غدامس... إلخ، وبعضهم يراها موجات من الشرق عبر بحيرة تشاد أو ممن استقروا جنوب الصحراء، وكلاهما يربطها بالتأثير العربى أو الإرجاع إلى الأصل الحامي. وهناك- ثالثا- من يرى أنهم ذوو جذر محلى، واستقروا فى هضبة بوتشى Bauchi وطوروا ثقافتهم ولغتهم مع الوافدين المحليين من الصحراء. ويرتبط بهذا الأصل الصحراوى الذى يتحمس له "يوسف أدماوا" و"عبد الله سميث" بربط هذا الأصل بنشأة الظواهر الاجتماعية والسياسية الرئيسية وتكوين الممالك والولايات وتخلُّق السلطة المركزية تدريجيا بين أهل أى من هذه البلاد.
ويعبر ثراء لهجات الهوسا الآن عن هذا التاريخ الغنى بالثقافة وحركة المجتمع بما يجعل التميز الواضح فى اللهجات، تميزا فى طبيعة التاريخ الاجتماعى نفسه. فلهجة "كانو" للثقافة والتجارة، وسوكوتو الكلاسيكية للنصوص الدينية التقليدية "وزندر" و"جوبير" عابرة للصحراء، و"داجومبا" لهجة ذات محلية خاصة.. إلخ ومن هذه الأجواء جميعا انطلقت "كتابة الهوسا"، انطلقت من عوامل التوحيد الرئيسية فى المنطقة، الدين والتجارة، وكلاهما لم يستقر فى المنطقة قبل القرن الثانى عشر ولذا يجرى الحديث عن أدوار علماء الإسلام الوافدين أولا لتعليم الدين، واستقرارهم فى "كانم وبورنو" ثم فى "كانوا".. وغيرها أمثال عبد الكريم المغيلى (ت1503) وغيره، وأن ذلك أتاح الكثير من آثار التراث العربى الإسلامى إلى أن بدأت الكتابة بالعربية أيضا من قبل علماء الإسلام المحليين بما يكاد يكون قد استغرق أكثر من عدة قرون بين الثانى عشر والسادس عشر حتى بدأت الكتابة "بالهوسا" بالحرف العربى أو ما يعرف "بالعجمى" على يد أمثال محمد بللو وغيره وهنا تنوعت بين الدينى والتاريخى والوعظي، وبين ثروة الشعر فى معظم هذه المجالات.
وتتعدد مواقع مخطوطات لغة الهوسا بشكل لا يكاد يتوفر لتراث أية لغة أخرى، كما توفر لها من الدارسين ما يصعب حصره. ويستطيع الباحث لأن يعاين هذه المخطوطات بالخط الكوفى وغيره فى "سوكوتو" و"كاتسينا" و"كانو" و"زاريا" و"مايدوجورى" بل وإيبادان.. ويحتل بعضها شهرة كبيرة وخاصة ما توفرت له ظروف الحفظ فى هذه المواقع وهى ظروف لا تتوفر لنسبة كبيرة من هذا التراث بسبب المعارك "الجهادية" التى اتهم فيها الكثيرون "بالكفر" وخاصة من أبناء "الهوسا" الذين عارضوا الشيخ عثمان دان فوديو. بينما حرص الأخير بهيمنة دينية وسياسية وفكرية أن يوحد عملية نشر النصوص فيما كتبه وأولاده وأحفاده من جهة بالفولانية وترجمه أتباعه إلى الهوسا لينشر أفكاره خلال القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، وكذا نشرت ابنته "أسماء" كثيرا من إنتاجها التاريخى والثيولوجى بالهوسا مباشرة.
لعل هذا الانتشار للغة الهوسا- ومخطوطاتها- هو الذى جعل البعض يلاحظ أنها لم تتدهور أبدا كلغة؛ ولم يقل إن لم يزد دائما- المتحدثون بها فى أنحاء مختلفة من غرب أفريقيا، وأم كتابتها بالحرف العربى الأساس فى ثباتها ظلت تقاوم حتى الآن. وأظن أن جامعات أحمدو بللو (زاريا) وباييرو (كانو) وعثمان بن فوديو (سوكوتو) تقوم بدور رئيسى فى هذا الصدد حيث تعترف بالهوسا لغة جامعية يمكن إعداد الرسائل العلمية بها، كما تعتبر أساسًا لمشروع نشر تاريخ شمال نيجيريا. لكن الكتابة بالحرف العربى (العجمى) هى التى أصابها الكثير، ولكن ليس الموت النهائى، فقد حاول الإرساليون منذ أواخر القرن التاسع عشر كتابة نصوص جديدة من الهوسا بالحرف اللاتينى، وحين جاء كابتن لوجارد Lugard (اللورد بعد ذلك) كمسئول استعمارى عام 1900 وجه الكوادر الإدارية أولا لتعلم لغة الهوسا ونصوصها العجمية.
الفولانية: Fulania أو الفولفولدى Fulfulde أو البولار Pollar أو الفولبى Fulbe أو البيل Peul هى صفات للغة المعبرة عن نمط ثقافى واجتماعى، بقدر تعبيرها عن صفات لجامعة عرقية، تمتد من أقصى الغرب فى فوتاجالون Futa Jalon (غينيا) إلى أقصى شرق المنطقة الغربية من القارة عند اشتباكها مع الوسط فى الكاميرون، أو ارتباطها بشرق القارة مع الفلاتة فى السودان. وتمتد من جنوب موريتانيا شمالا تحت اسم عام "التكرور" إلى نيجيريا وبنين على خليج غينيا فى المحيط الأطلنطى.
وحين يذكر الباحثين إنها ثقافة نمط اجتماعى فإننا نقصد الرعى والترحال الذى أدى بهذه الجماعات الفولانية إلى أن تكون فئة التجار متعددة القومية، بحيث تجد لهم دائما قدما فى معظم بلدان منطقة تضم أكثر من خمس عشرة دولة فى الوقت الراهن، وتجمع من الصفات السياسية والثقافية ما يوفر لها وجودا قويا فيما يسمى بمنطقة الفرنكفون (السنغال...) المتحدثين بالفرنسية والأنجلوفون (نيجيريا..) المتحدثين بالإنجليزية. واللغة المعبرة عن هذه الثقافة والأنماط تقوم على اشتقاقات من الصفتين السابقتين لابد أن نستحضر لها خبراء اللغات واللهجات، بدءا من جرينبرج Greenburg الذى أسماها لغة غرب أطلنطية، ووصولا إلى من يربط الفولانيين بالفراعنة تارة، وبالعرب تارة أخرى، خاصة من بين جلدتهم مثل شيخ انتاديوب، وغيره من باحثى المراكز المتخصصة الآن فى نيجيريا والسنغال والكمرون وغيرهم.
واللغة الفولانية مثل معظم لغات غرب أفريقيا تعتمد فى تاريخها على التاريخ السياسى لمن حملوها من الممالك والإمبراطوريات، لكن الفولا تختلف عن الماندنج والسنغاى مثلا بأن إمبراطوريتها الأساسية تعتبر قريبة فى التاريخ الحديث، ممثلة فى إمبراطورية الشيخ عثمان دان فوديو Osman Dan Fodio أو "بن فودى" فى بعض الروايات (1754- 1817) الذى كان يتخذ ثوب الداعية الدينى ويحمل راية "الجهاد" فى فترة شهدت موجة من الحركات الدينية، والإصلاحية، والجهادية أو ما عرف بالفترة المهدوية التى امتدت على طول القرن التاسع عشر فى أنحاء مختلفة من أفريقيا والعالم الإسلامي. لذلك يلاحظ الباحث أننا دائما أمام نصوص للفولانية ترتبط أكثر بالنفوذ الدينى السياسى لها منذ قصائد ومواعظ وتوجيهات "الشيخ عثمان"، مرورا بأولاده وبناته الذين برعوا فى مواصلة هذه الرسالة (محمد بللو- أسماء بنت الفودى) لذلك فالحديث عن الفولانية يرتبط مثل عدد كبير من اللغات الأفريقية بتنوع لهجاتها وتعددها بشكل لافت وفق مناطق حضورها الاجتماعى أو السياسي. وهى لا تعتبر لغة رسمية إلا فى عدد محدود مثل السنغال والكميرون، بينما هى "لغة وطنية" فى عدد أكبر من الدول مثل نيجيريا وبوركينا فاسو والنيجر، كما تدخل التعليم الابتدائى رسميا فى عدد من الدول وخاصة فى نيجيريا وبوركينا فاسو. وهذا الانتشار غير المسيطر فى نفس الوقت إنما يرجع إلى أن "الفولبى" أو الفولانيين لا يسكلون أغلبية كاملة فى أى بلد على حدة، وإن كانوا فى سوكوتو يعتبرونها مركزًا رئيسيًا بسبب النفوذ التاريخى "للفودية" وتتعدد لهجات "الفولفولدى" أو الفولانية بتعدد النفوذ الرئيسية هذه.
ويسجل أبرزها فى لهجات منطقة فوتاتورو (السنغال) فوتا جالون (غينيا) سوكوتو- كانو- أداماوا (نيجيريا) ماسينا (مالى..).
وقد حاولت اليونسكو، كما حاولت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالجامعة العربية "أليكسو"، وكذا منظمة المؤتمر الإسلامى للعلوم والتربية والثقافة "إيسيسكو" وضع قواميس لهذه اللغة نأمل أن يكونوا قد نجحوا فى هذا المجال، وإن كانت الأولى تنحى لدعم كتابة اللغة بالحرف الرومانى منذ أطلقت جهودها فى هذا الصدد فى مؤتمر باماكو 1966، بينما تحاول المنظمات العربية والإسلامية أن تؤكد وجود الحرف العربى أصلا لكتابة هذه اللغة. وفى هذا الاتجاه البحثى وضعت اليونسكو مشروعا مشتركا لدراسة وتطوير العلاقات المشتركة بين الفولانية والماندنجو لتيسير وضعها التعليمى والثقافى والتقريب بين المتحدثين بها فى منطقة واسعة مثل غرب أفريقيا.
ويلفت النظر فى المراجع التى اتصلت بها حول هذه اللغة وغيرها تجاهل تراث اللغة المكتوب بالحرف العربي، حيث يبدأ الجميع بالحديث أو التأريخ بمدى كتابتها بالحرف الروماني، حتى أن الأستاذ إبراهيم ماكوشى يقرر فى نفس اجتماع اليونسكو (باماكو 1979) أن الكتابة بالحرف العربى Ajami قد انقطعت الصلة بها had been interrupted فى كثير من مناطق الحديث بالفولانية، بما يشبه الإشارة إلى العمل المتعمد، وقد أثر ذلك منهجيا فى أسلوب التعرف على تراث هذه اللغة بوجه خاص، ففيما عدا النصوص الدينية التقليدية الصادرة عن الشيخ عثمان دان فوديو وأسرته، فإن الباحثين يتجهون مباشرة إلى "التراث الشفاهي" وحده بين الفولانيين، يحددون من خلاله خصائصها أو تنوعها، بينما كان يمكن للرجوع إلى التراث المكتوب بالحرف العربى (العجمي) أن يتيح للباحثين مصدرا مهما آخر وموثقا يمكن الاعتماد عليه فى النظرة التاريخية والتحليل الاجتماعى.