فى 9 سبتمبر دخل القائد ذكا الأعور مصر على رأس جيش بعثه الخليفة العباسى ليرد خطر الفاطميين عن مصر، حيث تطلعوا للسيطرة عليها بعد بلاد المغرب العربى.
ذكا الأعور أو ذكا الرومى توفى فى 10 سبتمبر 919، وهو آخر والٍ عباسى على مصر، أرسله الخليفة المقتدر لتدعيم الحكم العباسى فى مصر وحمايتها من هجمات الفاطميين المتكررة للظفر بها.
كان الفاطميون قد ردوا عدة مرات عن مصر كان إحداها على يد مؤنس الخادم والأخرى على يد الجيش العباسى بالتعاون مع الشعب المصرى. ومع الهدوء الذى شهدته مصر فى أعقاب انتصارها على جيوش الفاطميين أرسل الخليفة العباسى المقتدر ذكا الأعور فدخلها فى سبتمبر 915 م. وقام بمتابعة عيون الفاطميين الذين يكاتبونهم واستأصلهم، وولّى ابنه مظفر بن ذكا على الإسكندرية لتحصينها. وأرسل الفاطميون جيشا بقيادة أبو القاسم بن المهدى إلى مصر، فسيطر على الإسكندرية فعمت الفوضى فى البلاد وساد فيها الاضطراب، وأفلتت الأمور من يد مظفر بن ذكا، وهرب كثير من أهل البلاد إلى الشام، ومات عدد كبير منهم فى الطريق.
وكان ذكا مقيما فى الفسطاط يحاول حشد جنوده لملاقاة الجيش الفاطمى إلا أن العديد منهم رفضوا الخروج للقتال، فخرج بجيش محدود العدد والعُدّة إلى الجيزة محاولا تأخير العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر فيه، واستنزافه حتى يصل إليه مدد الخليفة العباسي. وفى هذه الظروف توفى ذكا الأعور إثر مرض أصابه، عندما وصلت قوات العباسيين استطاعوا إلحاق الهزيمة بالفاطميين من جديد.
يقول كتاب أيام المحروسة للباحثين أشرف صالح وزناتى سيد: "أما عن ذكا الرومى، فلما استقر له الأمر عنى بالكشف عن عيون الفاطميين فى مصر، ومن كانوا يكاتبونهم من سكانها فقبض على كثير منهم، واهتم كذلك بالإسكندرية ونظر فى أمر تحصينها والدفاع عنها، وترك عليها ابنه مظفر بن ذكا".
وأضاف الكتاب: "وقع ما كان يخشاه المصريون، ففى سنة 306 هجرية جهز المهدى جيشا كثيفا وعقد لواءه لابنه أبى القاسم الذى وصل إلى الإسكندرية فى أسطول من 80 مركبا ونجح فى الاستيلاء عليها 307 هجرية، حيث نهب المديننة وحل الذعر بسكانها، أما الجيش الفاطمى فقد تقدم عدد كبير منه واحتل الغزاة الفيوم والأشمونين وجزءا كبيرا من الصعيد. وفى هذه الأثناء أخذ والى مصر ذكا الرومى يستعد لقتال الفاطميين ويسعى فى حشد جنده حتى يحاربهم، ولكن الموت لم يمهله فتوفى فى الجيزة سنة 307 هجرية".