"إننى قضيت طفولة مشردة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خالية من أعباء الدروس، فكان لى متسع من الوقت لكى أتجول فى حديقة الأزهار والواسعة وأسيح مع الأسماك كيفما رغبت، وإلى والدتى يرجع الفضل فى اتجاهى إلى التأليف".. بتلك الكلمات للأديبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستى، بحسب ما ورد فى كتاب "طقوس العبقرية: كيف تكتسبها إذالم تولد بها؟" للكاتب وحيد مهدى، توضح الكاتبة الفضل لأمها التى وضعتها على أول سلم الإبداع الأدبى.
وفى الذكرى الـ128 على ميلاد الأديبة البريطانية الكبيرة، التى ولدت فى 15 سبتمبر عام 1890، نسلط الضوء على الواقعة التى كنت سببا فى تحول أجاثا من مجرد فتاة حالمة إلى واحدة من أهم الأديبات فى تاريخ الأدب.
ويوضح الكاتب وحيد مهدى، فى كتابه سالف الذكر، أنه ذات يوم وقد أصيبت أجاثا ببرد شديد ألزمها الفراش قالت لها والدتها "أكتبى خير لك" لكن الطفلة التى تملكتها الدهشة من الطلب قالت "لكننى لا أعرف" لكن والدتها رددت فى إصرار قائلة "لا تقولى لا أعرف".
ويقول الكتاب على لسان أجاثا كريستى: "حاولت ووجدت متعة فى المحاولة، فقضيت السنوات القليلة التالية أكتب قصصا قابضة للصدر، يموت معظم أبطالها، كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام".