فى العاشر من محرم من بداية كل عام هجرى يحتفل المسلمون بعيد عاشوراء، وحسب المعتقدات الدينية، بأن هذا اليوم شهد نجاة موسى من فرعون، ويصادف اليوم نفسه مقتل الإمام الحسين بن على حفيد النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى معركة كربلاء، ويعد احتفال "عاشوراء" مناسبة دينية يستحب فيها الصيام عند كل من المسلمين السنة والشيعة سواء.
لكن ما لم يعرفه البعض أن احتفال عاشوراء فى الأصل عيد يهودى يحتفل به اليهود أيضا، ويعد يوم تكفير الخطايا والغفران بحسب الاعتقاد اليهودى.
وبحسب كتاب "اليهود : من عهد داوود إلى دولة إسرائيل (ص24)" للكاتب على محمد عبد الله، إن يوم عاشوراء يسمى عند اليهود بيوم كيبور، وهو من المناسبات الدينية التى يتبعها اليهود غير المتدينين أيضا، خاصة فى إسرائيل حيث تحترم الأغلبية الساحقة من اليهود العلمانيين الحظر على قيادة السيارات والسفر بها فى هذا اليوم. ولفت المؤلف إلى أن يوم الغفران الشائع فى اللغة العربية إشارة إلى هذه المناسبة اليهودية.
وتابع الكتاب: يوم الغفران أو يوم التكفير عن الخطايا أو يوم كيبور كل هذه الأسماء تشير إلى اليوم العاشر من السنة الأولى فى التقويم العبرى، وفيه شرع لليهود الصيام والصلاة والاستغفار وعدم الاستحمام أو القيام بأى أعمال تجرح التعبد، وقد قال المسلمون إن هذا اليوم يسمى بيوم عاشوراء (العاشر من محرم) وروا أن الرسول (ص)، كان يصوم هذا اليوم، ويندب صيام يومين مخالفة لليهود، فهم يصومون اليوم العاشر.
بينما لا يعتقد المسلمون الشيعة بأن يوم الغفران يساوى يوم عاشوراء، بحجة أن الأول يحتسب بالتقويم الشمسى، بينما عاشوراء يعتمد على التقويم القمرى، مؤكدين أن الأخير من وضعوا الأمويين وقتلة سبط النبى (ص)، الذى استشهد ومن معه فى فاجعة كربلاء ويتهمهم الشيعة بقتل ابن الإمام على.
وبحسب كتاب "تاريخ الخميس فى أحوال أنفس نفيس 1-3 ج2" للإمام حسين بن محمد بن الحسن الديار بكرى، روى عن ابن عباس: أن النبى (ص) قدم المدينة فوجود اليهود صائمين يوم عاشوراء، فقال لهم: ما هذا اليوم الذى تصومونه، قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فقال (ص): فنحن أحق وأولى بإحياء سنة أخى موسى منكم" فصامه وأمر بصيامه، أخرجه الصحيحان.