تعتبر الهيئة العامة لقصور الثقافة أكثر الهيئات الثقافية انتشارا فى محافظات الجمهورية، وذلك لما تمتلكه من قصور وبيوت ثقافية متوزعة على أماكن مختلفة تقدر بنحو 500 موقع ثقافى، ويبقى دور الهيئة فى الأساس هو تنمية وزيادة الوعى الثقافى لدى الجماهير، خاصة هى المنوط لها نشر الثقافة الجماهيرية، ومع بداية العام الدراسى الجديد، يظهر التساؤل: ما الأنشطة التى تقدمها الهيئة لطلاب المدارس، وما الدور الذى تلعبه من أجل الارتقاء بثقافة هولاء الطلاب؟
الشاعر أشرف أبو جليل، مدير الإدارة العامة للثقافة العامة، قال إننا نقدم كل عام مسابقة إبداعية خاصة لطلاب المدارس، بناء على قرار رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل، الذى صدر فى فبراير 2016، رقم 231 لعام 2016، والذى ينص على (تفعيل دور قصور الثقافة، واستضافتها لمسابقات أدبية وفنية وثقافية لطلاب المدارس والجامعات والشباب بشكل عام).
وأضاف "أبو جليل" أنه بدوره أسرع بتقديم مشروع لمسابقات مبدعى المستقبل لطلاب المدارس، كلف به من رئيس الهيئة الأسبق الدكتور سيد خطاب، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وتم الانتهاء من صياغة اتفاقية للتعاون المشترك بين الإدارة العامة للثقافة العامة ووزارة التربية والتعليم، وبالفعل تم توقيع الموافقة فى عهد الوزير السابق الهلالى الشربينى.
وأوضح الشاعر أشرف أبو جليل أنه مع بداية كل عام دراسى تطلق الهيئة ممثلة فى الإدارة العامة للثقافة العامة بالتعاون مع الإدارة العامة للموهوبين بوزارة التربية والتعليم الدورة الجديدة من مسابقة (مبدعى المستقبل)، والتى تتكون من مسابقة فى إلقاء الشعر وكتابة القصة والمقال والرسم وتلتزم وزارة التربية والتعليم بنشر المسابقة على 50 ألف مدرسة وجمع الأعمال الطلابية المتسابقة وتسليمها لفروع الثقافة بالمحافظات التى تقوم بتشكيل لجان التحكيم واختيار أفضل 37 عملا لنشرها فى كتابين بالألوان فى كل محافظة بإجمالى 54 كتابا ملونا من تأليف الطلاب، ثم تقوم الإدارة العامة للثقافة العامة بإقامة 27 مهرجانا فرعيا لتكريم الفائزين وتسليمهم نسخا من أعمالهم المطبوعة وشهادات تقدير، ثم تقوم بتحكيم المستوى القمى لتمنح جوائزها المادية والميداليات وشهادات التقدير لأربعين فائزا على مستوى الجمهورية.
وأشار أشرف أبو جليل إلى أن المسابقة لقيت قبولا كبيرا لدى الطلاب وأولياء أمورهم ومن مثقفى الأقاليم فلأول مرة يجد 500 شاعر إقليمى الطلاب وهم يلقون أشعارهم ويحفظون سيرتهم الذاتية، كما وجدوا الطلاب يكتبون المقالات عن أدباء محافظاتهم ويتسابقون فى رسم صور الأدباء مما خلق حالة من التلاحم المطلوب بين المدارس ومبدعى المحافظات.
ولفت "أبو جليل" إلى أنه تم تنفيذ جميع المسابقات ونتج عنها 23 مهرجانا لإلقاء الشعر وخمسين عرضا مسرحيا بالمحافظات، وتم تصعيد اثنى عشر نصا مسرحيا وثلاثة وسبعين طالبا للإلقاء ازدان بهم مسرح اتحاد الطلاب لمدة ثلاثة أيام فى صيف 2016، كما قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بنشر 50 كتابا بالألوان من تأليف الطلاب شعرا وقصة ورسما، كما طبعت كتابا يضم أفضل عشرة نصوص لمسرحة المناهج من تأليف المعلمين، وأقامت مسابقة قمية بين النصوص المنشورة للطلاب، وانتهت بفوز عشرة فائزين فى كل مجال وأرسلت الهيئة جوائزها المالية إلى كل الفائزين ودعت الهيئة إلى احتفالية تليق بتكريم مبدعى المستقبل.